صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الاورومتوسطي: خزاعة تعرضت لمجرزة دموية

0

وصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ما يجري في غزة اليوم بانه كارثة إنسانية متواصلة ، مشيرا الى ما شهدته بلدة “خزاعة” في خانيوس من مجزرة دموية راح ضحيتها العشرات من المدنيين.

ورغم ان المرصد رحب بقرار مجلس حقوق الإنسان تشكيل لجنة خبراء قانونيين لبدء تحقيق دولي في جرائم إسرائيل في قطاع غزة خصوصا ضد المدنيين الفلسطينيين العزل. الا انه قال ان ذلك يأتي وقطاع غزة يشهد كارثة إنسانية متواصلة لليوم السادس عشر على التوالي منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهاء المأساة التي يعانيها المدنيون في قطاع غزة، وتتوسع دائرتها شيئاً فشيئاً بشكل كارثي.

ونقل الأورومتوسطي شهادات لمواطنين من البلدة أفادت أن قناصة الجيش الإسرائيلي الذين اعتلوا أسطح المنازل داخل البلدة كانوا يطلقون النار تجاه كل شيء متحرك، كما قامت الطائرات بقصف العديد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها ما أدى إلى تدمير أكثر من ثلثي البلدة ووقوع عشرات القتلى والمصابين، دون أن تتمكن الطواقم الطبية من الدخول لإسعافهم بسبب منع الاحتلال لأي كان من التحرك داخل البلدة.وأفاد شهود عيان أن قناصة من الجيش الإسرائيليأطلقوا النار تجاه مدنيين بما فيهم نساء وأطفال كانوا يحاولوا الخروج من البلدة.فيما توالت مناشدات السكان لإجلائهم في ظل القصف المدفعي المتواصل على منازلهم.

ووفق المرصد فإن الاحتلال الإسرائيلي بدأ منذ أيام بتكثيف هجماته على بلدات قطاع غزة بلدةً فبلدة، فبعد الهجوم العشوائي على بلدة “الشجاعية” قبل ثلاثة أيام، قامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة بلدة “خزاعة” شرق مدينة “خان يونس”،والتي تعد النقطة الأقرب للحدود الإسرائيلية،صباح الأربعاء 23 تموز (يوليو)، وشنت عليها هجوما من البحر والجو والبر، حيث بدأ الهجوم باستهداف أراضٍ فارغة على طول حدود البلدة من كافة جهاتها، وتلا ذلك قصف عشوائي وإطلاق نار على مداخل البلدة والشوارع الموصلة إليها ما أدى إلى قطعها عن البلدات المجاورة ومحاصرتها، وبعد ذلك دخلت آليات الاحتلال إلى مداخل البلدة وتم اقتحام عدد من منازل المواطنين واتخاذها كنقاط للمراقبة وانطلاق العمليات العسكرية الإسرائيلية منها بعد حشر السكان في إحدى غرف المنزل.

وقال الأورومتوسطي إن وزارة الصحة الفلسطينية لم تتمكن حتى الآن من إحصاء العدد الكلي للقتلى والجرحى داخل البلدة نتيجة القصف وإطلاق النار العشوائي فيها،غير أن الطواقم الطبية ذكرت أنها أحصت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم نحو 26 قتيلاً بينهم عدد كبير من المدنيين،فيما أكد شهود عيان وجود جثث أخرى تحت الأنقاض لم تصل إليها الطواقم الطبية.

ونوه الأورومتوسطي إلى أن العديد من المواطنين شكوا من تباطؤ طواقم الصليب الأحمر في العمل على مساعدتهم، وذكر بعضهم أن طواقم الصليب كانت لا تستجيب لاتصالاتهم في كثير من الأحيان. فيما ذكرت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمرأنه تم التوصل إلى هدنة قصيرة يُسمح بموجبها لسيارات الإسعاف بالدخول إلى خزاعة لإجلاء المصابين والضحايا المحتملين تحت أنقاض المنازل التي دمرها القصف الإسرائيلي. فيما ذكر فريق الأورومتوسطي في قطاع غزة أن الاحتلال أعاق عمل سيارات الإسعاف بخزاعة حتى وقت إصدار هذا البيان الصحفي، حيث قال شهود عيان إن قوات الاحتلال المتمركزة على أبواب البلدة أطلقت عدة قذائف تجاه سيارات الإسعاف وأجبرتها على الانسحاب.

وفي نفس السياق، نشر الأورومتوسطي إحصائيته لليوم السادس عشر من الهجوم الإسرائيلي على غزة، وذكر أن عدد الضحايا قد بلغ يوم الأربعاء، حسب آخر ما تمكن من جمعه؛ 73 قتيلاً، بينهم 7 أطفال، و 6 نساء، و بهذا يرتفع عدد الضحايا الإجمالي حسب الإحصائية إلى 689 قتيلا، بينهم 168 طفلاً و 91 امرأة.

وبلغ عدد الهجمات التي نفذتها القوات الإسرائيلية يوم الأربعاء 1056 هجمة؛ منها 112 هجمة صاروخية، و329 قذيفة من سلاح البحرية، و 615 قذيفة بالمدفعية، الأمر الذي يرفع العدد الكلي للقذائف التي ألقاها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 17061 قذيفة وصاروخ.

وذكرت إحصائية الأورومتوسطي أنّ الاحتلال دمّر يوم الأربعاء 497 منزلا، 44 منزلاً منها دمرت بشكل كامل، و 453 أخرى دمرت بشكل جزئي. كما أشار المرصد إلى استهداف الطائرات الإسرائيلية يوم الأربعاء لثلاثة مساجد دمر أحدها بشكل كلي، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم إلى 59 مسجدا، دمرت 14 منها بشكل كلي. كما قام الاحتلال بقصف بنك البريد في رفح، ومقر البنك الوطني الإسلامي.

وفي ختام بيانه، قال الأورومتوسطي إن الإحصاءات كما هو ملاحظ تزداد بشكل هائل يوميا، وإن أعداد القتلى في ازدياد، وإن البيوت التي تدمَّر في تصاعد، وإن انتهاك القانون الدولي الإنساني في قطاع غزة يكاد يحدث في كل دقيقة عشرات المرات. ما يستدعي من المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى المسارعة في الضغط الفاعل على الأطراف المختلفة بما يؤدي إلى وقف الحرب، أو على الأقل، تجنيب المدنيين لويلاتها الكارثية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.