صحيفة الكترونية اردنية شاملة

وللمقاومة شروطها ايضا

0

يبدو ان اوروبا ادارت ظهرها للتطورات في المنطقة وتتجاهل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة رغم بشاعته وفظاعته وانتهاكه لحقوق الانسان . ليس للدول الاوروبية اية دور فاعل في الاحداث الاخيرة لأنها مشغولة بفرض المزيد من العقوبات على روسيا بسبب التطورات في اوكرانيا ، ولأنها لا تريد ادانة اسرائيل على ارتكابها جرائم حرب ضد المدنيين في غزة باستخدام اسلحة اميركية فتاكة محرمة دوليا وانسانيا .
اما على الجبهة في غزة فالمقاومة تواصل دفاعها عن كرامتها وشعبها ومستقبلها ومصيرها ، في مواجهة الة القتل الاسرائيلية . فالحكومة اليمينية العنصرية المتطرفة دعت الى اعادة تجنيد 8 الاف جندي جديد ، كما واصلت غاراتها الجوية وقصفها المدفعي من البوارج الراسية قبالة القطاع ، وحشدها العسكري على الجبهة مع التلويح بالعملية البرية ، بانتظار فرض الوساطة المصرية او تعديلها لوقف اطلاق النار حسب رغبتها ، وبسبب ارتباكها السياسي وارتكابها الجرائم التي طالت الاطفال الذين شكلوا نسبة عالية بين الشهداء .
نعم ، اسرائيل مرتبكة ، وفي داخل الحكومة خلافات حادة وانقسام شرس ، وصراع على المستقبل السياسي بين الاحزاب المشاركة في الحكومة اليمينية ، ورئيس الحكومة نتنياهو منزعج بشدة من افيدور ليبرمان الذي يدفعه الى الامام للغرق في مستنقع العدوان تحت عنوان اعادة احتلال القطاع عبر اجتياح بري عالي الكلفة سياسيا وبشريا وعسكريا واقتصاديا .
القيبادة العسكرية الاسرائيلية تتردد في البدء بالعملية البرية ، وتفكر في حال وصول المبادرة السياسية الى طريق مسدود ان تنفذ عملية برية محدودة تفتح الطريق امام مبادرة اخرى ، بسبب فشل التكتيك العسكري الذي اراد من تحويل امن سكان قطاع غزة الى مشكلة ضاغطة تربك حركة حماس ، من خلال احداث حالات نزوح بعد التهديد بهدم الاحياء ، ونقر اسطح المنازل بالقذائف وهدمها ، ولكن صمود السكان وصبرهم افشل الخطة الاسرائيلية .
واذا كانت القيادة في اسرائيل مرتبكة سياسيا وعسكريا ، فهي تواجه مشكلة مالية واقتصادية اجبرت وزير المالية يائير ليبيد ان يعيد النظر بالارقام المتفائلة للموازنة الجديدة التي كان يضع خطوطها بارتياح ، خصوصا بعد الخسائر التي اصابت القطاع السياحي والصناعي في اسرائيل بسبب الصواريخ التي تطلقها المقاومة يوميا على المنطقة الجنوبية والوسطى والتي وصل بعضها الة القدس وضواحي حيقا .
الحقيقة ان اسرائيل التي بدأت عدوانها الوحشي الدموي تحصد نتائج خيبتها ، وتنتظر المبادرات بفارغ الصبر، وعلى جمر نار الصواريخ ، من اجل وقف اطلاق النار وتحقيق هدنة جديدة تسعى اليها اميركا قبل اسرائيل . واذا كان نتنياهو يحاول الحصول على هدنة تحفظ ماء وجهه هدفها تجريد غزة من الصواريخ وهدم الانفاق ، فان المقاومة لها شروطها ايضا ، وهي شروط تحقق لها نصرا سياسيا يرافق نصرها بصمودها . فالمقاومة في غزة تشترط رفع الحصار الكامل عن القطاع وفتح المعابر والميناء والمطار وطريق بري يصل القطاع بالضفة .
وتجري الان مفاوضات في مصر من اجل تحقيق وقف فوري لاطلاق النار وفتح المعابر وحل مشكلة الرواتب اولا ، ثم التفاوض على حل المشكلات والقضايا الاخرى . والى ان يتحقق هذا الامر تبقى غزة صامدة تقاوم تدفع ثمن كرامتها وحريتها من دمها ، يتواصل العدوان ويستمر الصمت العربي والغربي على جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل كما هي العادة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.