صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الجدار والوتد

0

في جدلية الحوار المشهور يسأل الجدار وتدا يخترق حشاياه لم تشقني؟ فيقول الوتد لا تسلني وسل الذي يدقني فإن الذي يضربني لم يخلي بيني وبين رأيي.
حكمة بالغة يوم أن كان الجدار من طين لازب وكان الوتد من خشب قاس واليوم لم تختلف الصورة كثيراً فالجدار الذي أصبح بناؤه من إسمنت مسلح يواجه إزميلا مصنوعا من الحديد القاسي فكل شيء ضده من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبرد والحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس.
إذا طف الكيل وبلغ السيل الزبى واستمر الطرق على الوتد فإن الجدار الواقي مهدد بالانهيار والسد الجامع الكبير معرض للزوال ولا مجال لتعطيل المعادلات الفيزيائية التي بموجبها تتشكل السحاب الثقال وتنهمر الأمطار وتطغى الفيضانات التي سميت للاختصار “تسونامي البحر” وعندها يتفرق الناس مثل ” أيادي سبأ “.
في متاهة البحث عن فهم الظواهر البشرية طرحت الإدارات الأمريكية السؤال المتكرر لماذا يكرهوننا؟ وتوالت بعد ذلك منظومة الأسئلة الحائرة عن الإرهاب والتطرف والعنف والتكفير والتخوين ونشوء منظومة القاعدة وأخواتها المتوالدة بكثرة.
وفي غمرة البحث المحموم عن مخرج سريع نسي القوم أو تناسوا ما فعلوه من جرائم وحشية وفظيعة في العراق من ملجأ العامرية إلى سجن أبو غريب ونسوا كذلك ما فعلوه في أفغانستان من باغرام إلى معتقلي غوانتانامو وتجاهلوا وقوفهم ومشاركتهم بدعم الإنقلاب العسكري الدموي في مصر وضد إرادة الشعب بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. نسي القوم انهم لصوص الأمل وقطاع الطريق وصعاليك القرن الواحد والعشرين بل وتجاهلوا دعمهم وانحيازهم للإرهاب الصهيوني النازي في فلسطين وضد شعبها المرابط
دون البحث عن الأسباب المنشئة للظواهر البشرية والإنسانية .
سيبقى القوم في متاهتهم وسوف تنفجر الشعوب المقهورة بصور متعددة وأشكال متنوعة.
فالشعب الفلسطيني الذي أبدع بتفجير الانتفاضات المتكررة قادر على أن يقدم المزيد ويبدع الجديد.
بقي القول بأن البوصلة الحقيقية للحكم على سلامة النوايا والتوجهات ونضج الإدراك والفهم لطبيعة الكيد والمكر الدولي والإقليمي محكوم بفهم طبيعة الصراع وبؤرته الحقيقة وهي الصراع مع المشروع الصهيوني الذي يسعى عبر مخططات بيرناندلويس الأميركي الصهيوني لتجزئة المجزء وتقسيم المقسم.
بعد أن توهم المارد “الإسرائيلي” أنه عزل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي وعمقها الإسلامي وفضائها الإنساني واحكم السيطرة على الضفة الغربية والتفرد بغزة وأهلها وظن أنه قادر على ذلك جاء الوتد وهذه المرة من حديد وليضرب الاساسات من جديد “فأتى الله بنيانهم من القواعد وخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون”
الإنتفاضة الفلسطينية الجديدة على العتبات. والفرصة سانحة للذين أصابهم الحول فتاهت توجهاتهم وانخرطوا في حرب البسوس وداحس والغبراء فاصبحت حمص والقلمون أهم عندهم من مزارع شبعا والمحافظة على مقام السيدة زينب أولى عندهم من تحرير المسجد الأقصى المبارك ونصرة أهله المرابطين.
والخلاصة القادمة ان الساحة في الجولان السوري المجاور لفلسطين بحاجة إلى حركة مقاومة سورية بالأساس لضرب السرطان “الإسرائيلي” وكعب اخيل يكمن بنشوء مقاومة ضد المشروع الصهيوني في سيناء وعندها سنجد العالم أجمع يهرول لإنهاء معاناة الشعوب فالطريق إلى الحرية والكرامة وحقوق الإنسان تكون عبر القدس ومن خلالها .
والأيام بيننا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.