صحيفة الكترونية اردنية شاملة

نتنياهو يخسر كل معاركه..

0

عندما تم اختطاف المستوطنين الثلاثة في الضفة اندفع الجيش الاسرائيلي في اوسع عملية قمع ضد الشعب الفلسطيني اعادت الى الذاكرة عملية ” السور الواقي ” قبل 12 عاما ، حين اعاد الجيش الاسرائيلي الضفة الغربية بكاملها وحاصر الرئيس عرفات في مبنى المقاطعة .
ورافق عمليات القمع والبطش وحملة الاعتقالات في الضفة ، اكبر عملية تصعيد ضد قطاع غزة حيث كان اهل عزة يستيقظون على دوي الانفجارات جراء القصف الجوي عند الفجر ، والذي استهدف الاحياء السكنية والبنية التحتية في القطاع .
هذا الاندفاع العسكري الوحشي نفذه جيش الاحتلال بقرار سياسي اتخذته حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل ، حيث ارتفعت اصوات وزراء حزب “البيت اليهودي” ووزراء حزب ” اسرائيل بيتنا ” تطالب باعادة احتلال الضفة الغربية وضم مساحات جديدة من الاراضي الفلسطينية ، اضافة الى اعادة احتلال قطاع غزة ، اي شن حرب جديدة على القطاع .
وفي الوقت الذي كانت فيه القيادة السياسية والعسكرية في اسرائيل تدرس خياراتها ، بعد اكتشاف جثث المستوطنين الاسرائيليين الثلاثة ، قام ثلاثة مستوطنين باختطاف شاب فلسطيني هو محمد ابو خضير من شعفاط وقاموا بتعذيبه وقتله واحراقه ، وهي الجريمة التي استفزت مشاعر الشعب الفلسطيني الذي هب احتجاجا على الجريمة البشعة وضد حملة الاعتقالات والقمع والبطش الاسرائيلية .
الحقيقة ان الرد الشعبي الفلسطيني انذر باندلاع انتفاضة جديدة ضد الاحتلال ، وهو الرد الذي اجبر حكومة نتنياهو الى التراجع اكثر من خطوة الى الخلف ، لأن اسرائيل التي باتت تعاني من عزلة دولية بسبب سلوكها الهمجي واستخدامها القوة المفرطة في معالجة مشكلاتها الامنية داخل الاراضي المحتلة ، وبسبب استمرار نشاطها الاستيطاني الذي نسف العملية السلمية برمتها .
امام كل هذه التطورات ، وجد نتنياهو ان حكومته عاجزة عن شن عدوان واسع (حرب جديدة ) على قطاع غزة خشية حجم الثمن الذي ستدفعه اسرائيل في حرب يرغبها ولكنها غير مضمونة ومكلفة جدا من الناحيتين البشرية والسياسية ، بعد فشل الحروب السابقة التي شنتها اسرائيل على القطاع في التأثير على قوة حماس العسكرية وبنيتها السياسية .
رغم كل ذلك ، لا نستطيع الجزم بأن اسرائيل قد انهت مشروعها العقابي الجماعي ضد السلطة الفلسطينية ، بل الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع ، وان كانت قد تراجعت الى ان تهدأ الامور بعض الشيء ، لاحساس حكومة نتنياهو ان الامور خرجت عن حدودها ، واصبحت غير قادرة على احتواء الازمة ، وفقدانها السيطرة على سلوك المستوطنين الذين يعشون في منطقة لا يحكمها القانون .
وبالمقابل ما زال نتنياهو ووزراء حكومته اليمينية المتطرفة يعملون بردة فعل هستيرية على تحقيق المصالحة الوطنية بين فتح وحماس ، وان لم تحقق اي انجازات على ارض الواقع حتى الان . فالحكومة الاسرائيلية تسعى الى ضرب هذه المصالحة سياسيا وعسكريا واعتقدت لوهلة ان الفرصة التاريخية قد لاحت لتحقيق اهدافها بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة . ولكن الثابت حتى الان ان اسرائيل غير قادرة على اتمام هذه المهمة ، كما هي عاجزة عن مواجهة انتفاضة جديدة تجعل عملية الاحتلال مكلفة جدا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.