صحيفة الكترونية اردنية شاملة

منتخب الجزائر بالبرازيل يتفوق على ‘داعش’

0

لم يفرح منتخب الجزائر في مونديال البرازيل قرابة 40 مليون جزائري فحسب، بل منح لحظات سعادة منقطعة النظير لملايين العرب والمسلمين، الذين رافقوه بقلوبهم وعيونهم أمام شاشات التلفزيون ولوحات الكمبيوتر وتغريدات تويتر ومشاركات فيسبوك، وسط أخبار “مقرفة” عن “داعش” و”دامس” و”ماعش” وحالش”، وخبر ظهور خليفة “الدولة الإسلامية” الجديد أبو بكر البغدادي.

وبالنسبة للجزائريين، فتألق منتخب بلادهم في البرازيل هو نتيجة طبيعية لنتائج سابقة حققها “محاربو الصحراء”، حيث شاركوا عام 2010 في مونديال جنوب إفريقيا، وهذا التألق هو نتيجة طبيعية للاستفادة من خبرة اللاعبين الجزائريين أو اللاعبين من أبناء المهاجرين الجزائريين، الذين عرفت السلطة الجزائرية كيف تستثمرهم لصالحها.

وفي داخل الجزائر، هناك أصوات بدأت ترتفع تطالب السلطة بتطبيق مبدأ الرياضة على السياسة والثقافة والبحث العلمي، فراح البعض يطالب باستقدام الكفاءات الجزائرية ومنحها الامتيازات “الخيالية” التي حصل عليها لاعبو كرة القدم، حتى يفيدوا البلد بعدما ولّت سنوات الحرب الأهلية.

في الجزائر أيضا، نجح منتخب كرة القدم في رفع راية البلد عالياً، وأصبح الطلب عليها حتى في شوارع البرازيل، ودخل الصينيون كالعادة مربع “البزنس”، ونجحوا في صناعة أشكال وألوان مختلفة من العلم الجزائري.

أما في فرنسا، فقد أثار فوز منتخب الجزائر حفيظة اليمين المتطرف، ووصل الأمر إلى درجة قيام فرنسيين عنصريين بإحراق علم الجزائر ورميه في بركة ماء، كما أظهرته فيديوهات منشورة على الإنترنت.

لكن ولله الحمد، كان صدى مشاركة الجزائر عربياً، صفحة جميلة سطرها ملايين العرب بمشاعر شعبية صادقة.

ورغم أن مشاركات محاربي الصحراء، كما يشتهرون عربياً، في مونديال البرازيل لم تتجاوز أربع مقابلات، فإن حفاوة الاهتمام العربي بها بدت كأنها كانت تلعب كل يوم، حيث لم تغب أخبار المحاربين عن وسائل الإعلام الرسمية والتقليدية.

وقبل ذلك، من حق العرب أن يفرحوا أمام هذا الكم الهائل من الدماء التي تسيل بدون رحمة في أكثر من بقعة، أكثرها إيلاماً في الوقت الحالي ما يجري للسوريين في الشام، وللعراقيين في بلاد الرافدين.

حقّ للعرب وللمسلمين أن يفرحوا وأن يقولوا للعالم إن “الإرهاب لا دين له”، وإن الفرح يمكن أن يكون عربياً. وكان لافتاً مثلاً رغم اختلاف الآراء حول هذا السلوك، قيام لاعبي الجزائر بالسجود بعد تسجيل كل هدف، فبعض العالم لم يكن يعرف هوية منتخب الجزائر سوى بهذه اللقطات.

والجميل في مشاركة الجزائر خلال مونديال البرازيل، هو ذلك الشعور القوي بوجود ملايين العرب والمسلمين وراء منتخب محاربي الصحراء، ويبدو أن الرسالة قد وصلت إلى رفاق الحارس رايس مبولحي، (اكتشاف مونديال البرازيل 2014)، فأصرّوا على عدم إفساد الفرحة حتى آخر دقيقة من مباراة الشرف أمام فريق قوي اسمه “ألمانيا”.

والأجمل في هذه المشاركة هو أن منتخب الجزائر فك “عقدة” التفوق الغربي على العربي، وجمّد كل خطط “الماكينة” الألمانية، وأثبت أن “الإنجاز يمكن أن يكون عربياً”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.