صحيفة الكترونية اردنية شاملة

نتنياهو وعملية الهروب الى الامام ..

0

اذا كانت التطورات في العراق قد تصدرت نشرات الاخبار في وسائل الاعلام العربية والدولية ، ونالت الاهتمام الذي تستحق ، فان التطورات والمستجدات على صعيد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بدأت تتصاعد بشكل مقلق ايضا.
منذ اختطاف الاسرائيليين الثلاثة في الخليل ، قامت اسرائيل باختطاف الضفة كلها ، بل اعادت احتلالها بذريعة البحث عن الاسرائيليين الثلاثة . كما تقدمت حكومة نتنياهو الى ابعد من ذلك فقامت الطائرات الاسرائيلية بعدة غارات عدوانية على القطاع وقصفت الاحياء السكنية وقتلت مدنيين ، ولوحت باجتياح قطاع غزة ، في حين ارتفعت بعض اصوات المتشددين المتطرفين تطالب الجيش الاسرائيلي باعادة احتلال قطاع غزة .
وتفيد المعلومات التي نشرتها وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الجيش استخدم ثلاثة الوية في عملية البحث الجارية ، اضافة الى اشتراك جهاز الشاباك وحرس الحدود والكلاب البوليسية ، وهي عملية مكلفة جدا ومرهقة لميزانية الجيش الاسرائيلي ، كما انها مؤثرة سلبا على معنويات الجنود ، بعد اثبات فشل منظومة الانذار والدفاع المحيطة بقطاع غزة ، خصوصا بعد الاعلان عن اعادة تأهيل وتطوير و”عصرنة ” الجيش الاسرائيلي التي تمت في وقت قريب مضى .
جنود الاحتلال قلبوا كل حجر في الضفة وفتشوا الكهوف والابار والمنازل والمدارس ودور العبادة ، حتى ارتفع منسوب الاحباط واليأس لديهم ، فقاموا باعادة اعتقال 585 فلسطينيا حتى الان معظمهم من الاسرى المحررين في عملية اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي شاليط .
وفي تطور آخر، اتهمت اسرائيل رسميا حركة حماس بتنفيذ عملية الاختطاف ، واتهمت عنصرين من الحركة بدأت بالبحث عنهما وهما عامر ابو عيشة ومروان القواسمي من الخليل ، وهنااك من يعتقد ان الربط بين حركة حماس واختفاء الاسرائيليين الثلاثة هدفه التلويح بالقيام بعدوان واسع على قطاع غزة ، على غرار العملية العسكرية العدوانية الواسعة التي اطلق عليها اسم الرصاص المسكوب .
هذه العملية الهستيرية التي اجتاحت دوائر القرار السياسي والعسكري في اسرائيل بلغت ذروتها ، اولا بسبب اصرار القيادة الفلسطينية في رام الله على تجذير وتكريس المصالحة بين فتح وحماس وانهاء الانقسام داخل الساحة الفلسطينية، ثانيا بسبب الحملة الاعلامية الاسرائيلية التهكمية التي حملت الكثير من النقد والشجب لاداء حكومة نتنياهو ، والتي امتدت الى قيادات عسكرية اسرائيلية ايضا ، كل ذلك وضع القيادات السياسية والعسكرية الاسرائيلية في حالة من الارتباك ، قد تقودها الى اعادة احتلال الضفة والى مغامرة ضد قطاع غزة . باعتبارها الحرب الاستباقية الوقائية ، خصوصا بعدما كثرت التكهنات والتوقعات الاعلامية بوجود انفاق تحت الارض تصل من حدود غزة الى داخل المستوطنات القريبة .
هذا السلوك الاسرائيلي المرتبك ، والمفرط باستخدام القوة ضد المدنيين والاطفال في الضفة والقطاع ، لفت الانظار على الصعيد الدولي ، وبدأ الحديث علنا عن فشل اداء حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل ، وخصوصا على صعيد المفاوضات، وافشال العملية السلمية . وهناك مخاوف من اطراف مشاركة في الحكومة تخشى ان يقود نتنياهو اسرائيل الى المزيد من العزلة الدولية ، خصوصا في العلاقات مع اوروبا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.