صحيفة الكترونية اردنية شاملة

’غرقد الحراسة’

0

أخيراً جاء الوقت لينطق المسئول الأول في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة فتح “محمود عباس” حيث قال: بلا حرج ولا وجل معبراً عن مكنونات نفسه التي طالما فكر بها همساً وتناجى بها خلسةً وحلم بها وسوسةً شيطانيةً تجري في كيانه مجرى الدم في العروق, حتى إذا قلَ ماءُ الوجه وتلاشى حياؤه نطق فحشاً من القول وبهتاناً عظيماً قال: بالعلن ما كان يُسر به الى أرآذل القوم سراً, ليزيح عن عاتقه حملاً ثقيلاً ارّقه فترة طويلة من الزمن.
الكائن البشري الُمنصّب على هرم السلطة الفلسطينية “محمود عباس” قدّم اوراق اعتماده علانية هذه المرة : ” فلن يسمح بانتفاضة فلسطينية جديدة ” ضد الدولة اليهودية, و” التتسيق والتعاون الأمني” وهو المصطلح الجيودبلوماسي للتعبير عن الدور الوظيفي المكلف به حيوان الحراسة المنصوص عليه بلائحة الوصف الوظيفي لمن وقع على اتفاقيات التسوية مع العدو “الإسرائيلي ” .
انتاج الكائنات البشرية المشوههة تحت عنوان ” الفلسطيني الجديد” هي النظرية الاميركية في ادارة الملف الفلسطيني, واما قمع المقاومة وتدمير النفسية الفلسطينية وتحويل الشعب الفلسطيني الى كائنات بيولوجية تسعى لخدمة المشروع الصهيوني فهي مهمة القيادات الفلسطينية المتنافسة على مكانة ” الغوييم العبري”.
حالة من البؤس تذكرنا بتنافس المسارات التفاوضية في مدريد وما بعد مدريد, تنافس على تقديم التنازلات عجزت عن تحمله المظلة الاردنية” الامبريلا ” فانفصلت المسارات وتوالت التنازلات وصُدم الجمع من هول المفاجأة حيث كان الحمل الثقيل في مدريد والولادة في اوسلو.
عباس في الحسابات الداخلية قطع الطريق على الخصم المتربص ” محمد دحلان ” فماذا عسى الاخير ان يقدم اكثر مما قدم الاول؟.
وعباس ايضا مارس العهر السياسي علنا امام الرسمية العربية التي لم تخجل ولم تتوارى من سوء القول وعظيم الفاحشة.
واذا كانت المصلحة المزعومة للشعب الفلسطيني تكمن بهذا الانهيار وهذا الاندلاق, فمن المفرض ان يسارع جميع العرب بالهرولة الى الحضن الصهيوني وان تُعمم التجربة على جميع العواصم العربية.
منطق التهافت يستوجب ان نرى سفارة ” اسرائيلية ” في كل عاصمة عربية واسلامية, وان نرى العلم الازرق وشعار الدولة الكبرى من الفرات الى النيل يرفرف في مكة المكرمة والمدينة المنورة!!!!.
ألمٌ وحسرة ليس على مستقبلنا فهو مرهون بيد الشعوب التي قهرت المارد الصهيوني وانتزعت من بين اشداق الافاعي حقوقنا التي ضيعها السماسرة حينا طويلا من الدهر, والمقاومة التي شقَت طريقها فصبرت على كيد الاعداء وخذلان الاصدقاء, قاتلت وصمدت وانتزعت شاليت وثلاثة اضعافة ولن تبالي بمن خالفها او خذلها او عاداها, لكم ان تتعلموا من غزة التي لم تخضع ولم تستكين ولم تخذل شعبها وناطحت الغطرسة والاستعلاء الصهيوني بكبرياء الوطن والوفاء لدماء الشهداء وفرضت نفسها على العالم اجمع .
ولكن الإشفاق والحسرة على من باع ذاته وقضيته في سوق النخاسة وقبل بالضياع والارتهان والتبعية, فاي حياة مغمسة بعار الذل يعيشها؟ ومن ثمَ فانه سيؤي الى نهايته المحتومة عند انتهاء فترة الصلاحية في دورة الزمن المتقلب سريع الذوبان والخالي من الدسم.
الغرقد السياسي اخطر من شجر الغرقد الذي ورد ذكره في الحديث النبوي الشريف, حيث مهمة الثاني حماية الانفار الهاربين من بأس المقاومة, واما وظيفة الأول “الغرقد السياسي” حماية المشروع الصهيوني وحراسته كما تفعل كلاب الحراسة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.