صحيفة الكترونية اردنية شاملة

‘وول ستريت’: أكثر ما صدم أمريكا هو فرار الجيش العراقي

0

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير لها، أن إدارة أوباما لم تًخصص سوى عدد قليل من الخبراء الأمريكيين لإدارة ملف العراق.

وكشفت الصحيفة أنه وسط علامات متزايدة من عدم الاستقرار في العراق، أذن الرئيس باراك أوباما بتنفيذ خطة سرية في أواخر العام الماضي لمساعدة القوات العراقية في حربها ضد المقاومين السنة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية حول معسكرات التدريب للمسلحين، ولكنها لم تكلف سوى مجموعة من المتخصصين الأمريكيين لهذه المهمة.

وأفاد التقرير أنه تم تخصيص عدد قليل جدا من الطائرات لهذا البرنامج، والذي واجه قيودا من قبل العراقيين، إذ إن الطائرات الجوية الأمريكية المراقبة لم تقم برحلات استطلاعية إلا مرة واحدة في الشهر، كما كشف مسؤولون أمريكيون حاليَون وسابقون اطلعوا على البرنامج.

وبدلا من تزويد العراقيين في الوقت المناسب بطائرات من دون طيار للاعتراض على اتصالات قادة ومقاتلي داعش، قدم خبراء الاستخبارات الأميركية إلى نظرائهم العراقيين صورا فوتوغرافية محدودة، مما يعكس قلق الولايات المتحدة من أن تقع البيانات الحساسة في نهاية المطاف بأيدي الإيرانيين، وفقا لهؤلاء المسؤولين.

وتستمر المشاكل في الخارج لتلقي بثقلها على الرئيس أوباما مع انزلاق العراق إلى حالة من الفوضى. ورغم أن أوباما وعد أنه لن ينشر قوات قتالية في العراق، فإنه أرسل 300 من المستشارين العسكريين إلى المنطقة. ورأت الصحيفة أن على الرئيس الآن أن يقرر ما إذا كان سيدعم نوري المالكي، رئيس الوزراء الحالي، أو يطالب بزعيم جديد.

وقال التقرير إن الحساسيات السياسية والأمنية للقادة في كلا البلدين أدى إلى أن تتحرك الولايات المتحدة بحذر لإنشاء ما يسمى بمركز استخبارات الانصهار، بشكل سري، في بغداد. ولكن إعلان الرئيس أوباما، الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة ستنشر ما يصل إلى 300 من المستشارين العسكريين وإنشاء مركزين للعمليات مشتركة، يبين إلى أي مدى يتسابق القادة الأمريكيون والعراقيون لاحتواء تهديدات مسلحي داعش، وفقا لما أورده التقرير.

ولمحاربة قوى الثورة العراقية المسلحة، قال التقرير إن القادة الأمريكيين والعراقيين اتخذوا الخطوات المقترحة ولكنهم لم يتحركوا خلال الأشهر والسنوات الماضية، بما في ذلك إنشاء أكبر العمليات الاستخباراتية ونشر فرق من قوات العمليات الخاصة. وأما الفريق الصغير الذي أنشأوه العام الماضي “لم يكن ذا أولوية، ولا أحد يعتقد أنه كان جهدا جادا”، كما قال مسؤول أميركي كبير.

ويقول مسؤولو الإدارة والكونغرس إن الولايات المتحدة أخطأت أيضا في تقدير جاهزية القوات العراقية، ذلك أن استثمار البيت الأبيض المحدودة في مركز الاستخبارات كان مدفوعا، على الأقل في جزء منه، بافتراض أن القوات العراقية ستكون أكثر كفاءة. ثم في نهاية أبريل، كما قال مسؤول بوزارة الدفاع، أرسل البنتاغون فريقا من أفراد العمليات الخاصة لتقييم قدرات قوات الأمن العراقية.

وملخص التقييم الذي عادوا به: طُرد ضباط الجيش السنة، ضعفت القيادة العامة ولم يحافظ الجيش العراقي على معداته وانقطع عن إجراء التدريبات الصارمة. وكان رد واشنطن، كما اختصره مسؤول أمريكي رفيع: “يا للهول، ماذا حدث هنا؟”.

ويقول مسؤولون إن رحلات استطلاع أمريكية التقطت صورا خلال الأسابيع التي سبقت الهجوم الرئيس لقوى الثورة مع مقاتلي داعش، وفعلت هذا بشكل كبير في الأيام الأخيرة. ومع ذلك، فإن البنتاغون ووكالات المخابرات الأمريكية لا تزال تكافح من أجل تطوير أهداف محتملة بالشراكة مع القوات العراقية أو أي استخدام للضربات الجوية في المستقبل.

ودافع مسؤولو الجيش والمخابرات الأمريكية عن جدوى البرنامج المحدود، واستشهدوا بالشكوك حول كفاءة وأهلية نظرائهم العراقيين. وحتى لو تقاسمت الولايات المتحدة المزيد من المعلومات الاستخبارية مع قوات المالكي، كما يقول هؤلاء المسؤولون، فإت القوات العراقية لن تكون قادرة على العمل بفعالية بناء على هذه المعلومات، بسبب القصور في المعدات والقيادة العسكرية.

كما إن عدم الثقة هو عامل آخر، كما أفاد مسؤولون أمريكيون، ذلك أن الولايات المتحدة تفترض أن أي معلومات استخبارية تُرسل للعراقيين فإنها يمكن أن تًسرب إلى إيران التي تدعم حكومة المالكي.

وكانت المفاجأة الكبرى الوحيدة، كما يقول مسؤولون أمريكيون، هو سرعة انهيار وتخلي الآلاف من القوات العراقية عن مواقعها هذا الشهر، حتى إن أكبر مركز استخبارات والمزيد من الرحلات الجوية الاستطلاعية للطائرات من دون طيار، كما يقول مسؤولون، لا يمكنهم أن يعالجوا هذا الخلل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.