صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أول الغيث.. نفط عراقي لإسرائيل!!

0

حققت اسرائيل اول اختراق علني لها على جبهة العراق. فقد رست قبالة ميناء النفط في عسقلان اول سفينة تحمل اسما عربيا هو “الطائي ” محملة بمليون برميل من النفط العراقي الى اسرائيل.
المعروف ان ضخ نفط العراق الى ميناء حيفا في فلسطين قد توقف منذ حرب عام 1948 ، الا ان الاحداث الاخيرة في العراق اعطت لحكومة اقليم كردستان الفرصة للسطو على نفط كركوك وربطه بانبوب تصدير النفط الكردستاني ، وشحن اول دفعة الى اسرائيل رغم التحذيرات الرسمية العراقية بمنع بيع وتصدير النفط العراقي الى الاسولق العالمية الا عبر موافقة الحكومة المركزية في بغداد .
وشحنة النفط العراقي الى اسرائيل تم تصديرها من قبل حكومة اقليم كردستان عبر خط يصل الى ميناء جيهان التركي وبموافقة الحكومة التركية التي تعاني من نتائج الاحداث في العراق ، حيث تراجع اداء حكومة اردوغان في عملية اعادة التوازن الاقتصادي ، نتيجة تراجع تصدير المنتوجات التركية ، بسبب التأثيرالسلبي للاحداث والتطورات الاخيرة في الساحتين التركية الداخلية والاقليمية على الاقتصاد التركي .
وما يحدث في العراق من تطورات دموية متسارعة ، قد تقود الى حرب اهلية طائفية وعرقية في بلاد الرافدين ، تلقي بظلالها على دول المنطقة كافة . وهذه التوقعات ، وربما النتائج الواقعية للاشتباك داخل العراق يقودنا الى التساؤل حول مدى تأثير هذه الاحداث على ساحتنا الداخلية وخصوصا بالنسبة الى مصادر الطاقة ، والتصدير والتبادل التجاري مع العراق ، وعن مدى الجدية في معالجة النتائج السلبية للاحداث العراقية على الاقتصاد الاردني.
اللافت ان التطورات تتقدم نحو الاسوأ ، واسبابها باتت معروفة ومكشوفة ، فالظلم والتعصب الطائفي وغياب العدالة هي العناصر التي اد ت الى هذا الانفجار ، والاسوأ ان الحكومة غير الحكيمة لم تنجح باحتواء الازمة بل صبت الزيت على النار لتزيد اشتعالها وتأججها بالدعوة الى الحشد والتجييش على قاعدة طائفية ، بعد فشل دعوتها الى تدخل خارجي ، على غرار ما حدث عشية احتلال العراق .
الحقيقة ان العراق يقف الان على حافة التقسيم ، بعد انهيار الوضع الامني وانسحاب الجيش من محافظات معينة وتسليم اسلحته ، بصورة تثير الشك بأن الفرز الطائفي قد بدأ بترسيم الحدود والحصص. ويبدو ان حكومة اقليم كردستان التي استولت على مدينة كركوك بدأت تمارس استقلالها وانفصالها عن الحكومة المركزية في بغداد .
وتأتي شحنة النفط الى اسرائيل لتؤكد نوايا الاكراد الانفصالية ، كما تؤكد تورط حكومة اقليم كردستان في علاقات علنية مع اسرائيل ، وان كان الادعاء بأن الصفقة تمت مع شركة وليس مع الحكومة الاسرائيلية !! وهي الصفقة التي تمت بالتواطؤ مع السلطات التركية التي تعيد تشكيل تحالفاتها في المنطقة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.