صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الحذر واجب من «داعش» فـي الـداخـــل الأردنــــي

0

منذ عدة أيام تنتشر المخاوف المشروعة في الأردن من تمدد تنظيم داعش من الأراضي العراقية والسورية إلى الأردن، وتركز التغطية الإعلامية والسياسية في هذا الشأن على إمكانية تدفق مقاتلي داعش إلى الأراضي الأردنية قريبا ومدى استعداد الأردن للتعامل مع هذا التحدي.
في واقع الأمر ربما تكون هذه المخاوف مبالغا بها لعدة اسباب أهمها أن داعش غير معنية حاليا بالتمدد إلى الأردن لأن معركتها طويلة الأمد هي معركة طائفية ضد الشيعة في العراق والعلويين في سوريا. أولوية داعش الرئيسية هي ترسيخ وجودها في المساحات التي تحتلها حاليا في مواجهة هجوم مضاد محتمل من الجيش العراقي أو الميليشيات المساندة له، وهي ستكون مهمة في غاية الصعوبة ومن شبه المستحيل أن تقرر التقدم باتجاه الأردن أو اي موقع آخر.
ما سيحسم الأمور في الاسابيع القادمة هو قدرة داعش والتنظيمات المساندة لها على استقطاب قبول ودعم المجتمعات السنية في المناطق التي تسيطر عليها حاليا لأنه من الصعب جدا أن تقبل نسبة معقولة من العراقيين أو اي شعب على وجه البسيطة نمط داعش المتطرف في فرض ما تراه تطبيق الدين بطريقتها على مجمل الناس. في حال مارست داعش نفس الجرائم التي نفذتها في سوريا فإن نهايتها ستكون على يد المجتمع العراقي السني نفسه وليس على يد أية قوة عسكرية أخرى.
ما يهمنا في الأردن هو مراقبة الأوضاع بشكل حثيث وخاصة احتمالية تدفق اللاجئين من العراق وكذلك المراقبة الصارمة لتحركات المقاتلين الأردنيين المنضمين لتظيمات داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق. هذه المراقبة التي تتم ضمن سياق التشريع الأردني هامة جدا ومن الصعب المغامرة بمنح أعضاء هذه التنظيمات حرية كبيرة لأن نمط التفكير والقناعات الذي يحكمهم يشكل خطورة حقيقية على الدولة والمجتمع.
من المهم أيضا الحذر من نمو داعش في الداخل الأردني. داعش وتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الأصولية هي نتاج أفكار تبدأ في العقل والقناعات الدينية وبعد ذلك تتحول إلى تنظيمات عسكرية ومقاتلة. صحيح أن الأردن لا توجد فيه تنظيمات واسعة الانتشار على نمط داعش ولكن هنالك بنية فكرية خصبة لانتشار هذا الفكر المتطرف وخاصة عن طريق المقاتلين في سوريا والجماعات السلفية في الأردن.
من المبرر القلق من نمو تأثير داعش والتنظيمات الأصولية في العراق وسوريا ولكن من المبكر تخيل أفراد هذه التنظيمات وهم على الحدود يستعدون لدخول الأردن. ما يقلقنا أكثر هو انتشار الفكر الداعشي في الأردن نفسه ليس فقط في التنظيمات السلفية والجهادية ولكن من قبل مواطنين عاديين وفئات اجتماعية تحمل نفس الفكر الإقصائي والمذهبي المتعصب الذي تحمله داعش ويشكل البيئة الحاضنة المناسبة لنمو هذه التنظيمات.
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.