صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مصر في عهد السيسي ..

0

عندما وقّع الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي على وثيقة تسليم السلطة بعد الرئيس عدلي منصور ، بعد اداء اليمين الدستورية في قاعة المحكمة الدستورية ، لابد انه كان يدرك أكثر من غيره حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه منذ اليوم، وحجم التحديات التي تواجه العهد الجديد ومعه مصر كلها في هذه المرحلة التاريخية الصعبة.
لقد فاز المشير السيسي بانتخابات الرئاسة بنسبة عالية جدا ، وتسلم السلطة باحتفالية كبرى وبحضور عربي واقليمي وافريقي ودولي ، وهذا يدلل على اهمية مصر على كافة الصعد العربية والاقليمية والدولية ، كما يشير الى حجم الدور المنتظر منها في المنطقة وخارجها ، ومدى الرهان على العهد الجديد من انجازات داخلية وخارجية .
وهذا يعني ايضا ان مصر ستبقى في دائرة الضوء ، بسبب التحديات العربية البالغة الاهمية ، والتي تنتظر عودة الدور المصري للمشاركة في حلها ، اضافة الى المشكلات التراكمية المحلية الاكبر ، والتي ينتظر الشعب من قيادته الجديدة ان تنهيها ، واولها الازمة الاقتصادية وادارة عجلة التنمية ومكافحة الفقر والفساد ، وتحقيق العدالة الاجتماعية التي غابت عن مصر فترة زمنية طويلة ، وذلك من خلال بناء دولة المؤسسات والقانون ، وتكريس الدولة المدنية القائمة على التعددية .
واذا كان الرئيس السابق عدلي منصور قد تحدث امام الحضور العربي والدولي في قصر الاتحادية عن واقع مصر الحاضر ، فقد تحدث الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي عن مصر المستقبل والتحديات التي تنتظر عهده ، وفي باله الدعم العربي ودعم المجتمع الدولي . واعتقد ان اول خطوة مستقبلة تقف على ابواب العهد الجديد تتمثل في تشكيل الحكومة الجديدة ، حيث من المتوقع ان تقدم الحكومة المصرية استقالتها يوم الاتنين ، بهدف تشكيل حكومة جديدة تشرف على اجراء انتخابات نيابية تشكل مرحلة اخرى من خريطة الطريق .
وهنا تجدر الاشارة الى ان عددا من الاحزاب المصرية انتقد قانون الانتخاب الجديد الذي كان آخر قانون وافق عليه ووقعه الرئيس السابق عدلي منصور قبل تسليمه السلطة. والاحتجاج يأتي من الاحزاب المعارضة على قاعدة ان هذا القانون قلل من عدد المقاعد النيابية المخصصة للقوائم الحزبية ، مقارنة مع عدد المقاعد المخصصة للافراد ، خشية التضييق على الحياة الحزبية ، نتيجة انتخاب مجلس شعب مسيطر عليه .
وسيواجه العهد الجديد في مصر الوضع الامني ، لأنه على يقين بأن المواطن المصري اقترح لصالح الخيار الامني ، من اجل انهاء الفوضى والقضاء على العنف في الداخل ، بهدف تحقيق الامن والاستقرار وفتح الطريق امام الحراك الاقتصادي وتنشيط السياحة ، وعودة الروح للنمو الاقتصادي بزيادة الانتاج .
الحقيقة ان مصر في بداية طريقها الجديد ، سيكون لها تطلعاتها وطموحاتها وتحدياتها التي بحجم مصر . وكل مواطن مصري يدرك وعورة المشوار ، وصعوبة المهمة التي تنتظر الرئيس ، ولكن الشعب المصري كله يملك القدرة والقدوة والحلم من اجل التقدم الى الامام ، عبر العمل الجماعي وروح الفريق الواحد من اجل مصر التي ما زالت تتسع لكل ابنائها .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.