أكد نشطاء بيئيون وشخصيات برلمانية ونقابية ووطنية، استعدادهم للمضي قدما في التصعيد للدفاع وحماية ما تبقى من غابة برقش، واصفين اقتلاع قرابة 45 دونما من الغابة بالاعتداء على مقدرات الاردن وتجاوز للدستور والقوانين.
ولوح النشطاء، في مؤتمر صحفي عقد في مقر نقابة المهندسين الزراعيين وحضره نقيب المهندسين الزراعيين محمود ابو غنيبة ، والنائب هند الفايز، ونائب السابق وصفي الرواشدة اضافة الى منسق الحملة الوطنية للدفاع عن غابات برقش المهندس فراس صمادي، باللجوء الى القضاء في حال لم تستجب الحكومة لمطالبها ووقف الاعتداء.
وأعلن النشطاء البيئيون عن اطلاق حملة “برقش 2″، التي ستواصل دفاعها عن الغابة وعن الغطاء الاخضر في الاردن.
النائب هند الفايز اكدت ان ما يجري في برقش من “سرقة للغابات الخضراء” هو جزء بسيط من السرقات الكبرى التي تمارسها من اسمتها بـ”منظومة الفساد والفاسدين”.
وحذرت الفايز من “تمادي مؤسسة الفساد”، مشيرة الى “عجز مجلس النواب عن جلب عقل بلتاجي للتحقيق معه في قضية فساد ، فكيف يمكن له ان يجلس مسؤولون امنيون لمنع استمرار المجزرة الي تمارس بحق الغطاء النباتي في الاردن”.
وطالبت الفايز من الشعب الأردني التحرك السريع لمنع تغول مؤسسة الفساد مقدرات الشعب ووقف هذا الاعدام المنهجي للغابات.
النائب السابق وصفي الرواشدة قال ان المعلومات التي يملتكها تشير الى انه سيتم استغلال هذه الارض للتدريب شركة “بلاك ووتر” المعروفة.
وأكد الرواشدة بان ما يجري في غابات برقش جريمة كبرى تتحمل الحكومة والجهات التي قامت بقطع الاشجار مسؤوليتها.
وأضاف النائب السابق أنه سعى خلال الحملة السابقة لإيقاف هذا المشروع وتم بذل جهود مضنية لايقافه “ولكننا شعرنا بالغبن بعد ان فوجئنا بعلميات الاقتلاع الاخيرة”.
من جانبه، قال نقيب المهندسين الزراعيين محمود ابو غنيمة ان “قرار عدام غابات برقش هو قرار لاعدام كرامة المواطن وهو قرار إعدام للأرض ومكوناتها، ولن يكون بأي حال من الاحوال قرارا للتطوير والبناء”.
وأضاف أن عقلية التطوير والبناء هي العقلية التي تأخذ بعين الاعتبار المكونات الاساسية للبيئة المحيطة في اي مشروع، وتحافظ عليها لا ان تنسفها على بكرة ابيها.
وأشار ابو غنيمة إلى أن هذا القرار كان مفاجئا حيث اعتدنا انه توقف عقب المجهودات الكبيرة التي بذلت لوقفه في وقت سابق.
وقال: “اليوم تعتصر قلوبنا ألمًا ونحن نرى بعض المسؤولين في بلدنا يرتكبون خطيئة كبيرة بإصرارهم على تنفيذ بناء في بقعة حرجية خضراء، على الرغم من توقف المشروع لعامين”.
وانتقد ابو غنيمة ما وصفه “عقلية التزمت التي يتبنها القائمون على تنفيذ هذا البناء”، مذكرا أن “تنفيذه على ارض غابة برقش مخالفة صريحة وواضحة لقانون الزراعة، وعدم اكتراث بجميع مطالبنا العلمية والفنية في نقابة المهندسين الزراعيين والهيئات الزراعية بوقف المشروع على هذه الارض، واستبدال أراض كثيرة بها يمكن معها تنفيذ اي بناء يراد لأي هدف، والمحافظة على ما تبقى من غاباتنا الحرجية، وبذلك تتحقق جميع الاهداف، ونمنع الكوارث البيئية القادمة في زمن قريب كنتيجة طبيعية للاعتداء على هذه الغابات بالقطع والازالة”.
منسق الحملة الوطنية للدفاع عن غابات برقش اكد ان النشطاء البيئيون سيواصلون تصعيدهم اعتبارا من الاسبوع القادم، مؤكدا ان الجميع يشعر بغبن شديد نتيجة هذا الاعتدا.
ووصف الرواشدة ما جرى لغابة برقش بالإعدام المقصود لثروة من اهم ثروات الاردن.
واعلن الصمادي عن اطلاق حملة “برقش 2” التي ستعمل على بكل ما اوتيت من قوة لوقف هذه الاعتداءات، مؤكدا “وجود مواد كثيرة في القانون الاردني تعطينا الحق بالاستمرار”.