صحيفة الكترونية اردنية شاملة

فراغ الى اشعار آخر

0

الشعب الجزائري انتخب رئيس الجمهورية ، وبعده الشعب المصري، وغدا سيتم انتخاب الرئيس السوري رغم الحرب الاهلية الدامية ، ولكن الشعب اللبناني ما زال ينتظر قدوم الرئيس الجديد الذي كان من الواجب ان يكون الجديد الاول بين الرؤساء العرب الذين تم التجديد او التمديد لهم او انتخابهم للمرة الاولى .

الشعب اللبناني اوكل مهمة ومسؤولية انتخاب الرئيس لمجلس النواب باعتباره ممثل الشعب ، ولكن في البلاد العربية الاخرى يتم اختيار الرئيس بالاقتراع الشعبي المباشر والحر ، على قاعدة ما نصت عليه الدساتير . لذلك سيتم انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان ، من خلال جلسة مجلس النواب بأكثرية الثلثين حسب المادة 49 من الدستور اللبناني. وهذه المادة ادخلت عملية اختيار الرئيس في دوامة اللعبة الديمقراطية السياسية ، وربما المصالح الخاصة ، لقادة الاحزاب والاقطاب في لبنان .

لقد حدد رئيس مجلس النواب وللمرة الرابعة موعد الجلسات التي دعا فيها المجلس لانتخاب رئيس الجمهورية ، ولكن القوى المتحالفة نجحت في تهريب النصاب وتعطيل الجلسات وبالتالي تأجيل انتخاب الرئيس الجديد ، كما اعتمد البعض ترشيح اسماء استفزازية لتعطيل العملية باسلوب آخر ، مثل ترشيح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع المتهم ، بل المدان بارتكاب جرائم قتل ، وفي مقدمتها اغتيال الرئيس رشيد كرامي التي احيت طرابلس يوم امس ذكرى مرور 37 عاما على رحيله .

لقد افشل النواب عملية اختيار رئيس الجمهورية لعد توصلهم الى حالة من التوافق على مرشح جامع معتدل ، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب . واتفق الجميع على ان يدخل لبنان في حالة من الفراغ تحت عنوان شغور منصب رئيس الجمهورية ، وتحويل صلاحياته بموجب الدستور الى مجلس الوزراء ، على ان يتخذ قراراته بالاجماع ، وهي العملية التي قد تربك اداء السلطة التنفيذية ،وهي الحقيقة التي تؤكد ان لبنان دخل في حالة من الفراغ ،خصوصا السلطة التشريعية ، التي اختلفت حول اختيار الرئيس كما اختلفت حول القوانين والتشريعات ، بسبب الاصطفاف الحزبي والسياسي، واتقان لعبة المحاور.

وفي الحقيقة ، ولاول مرة ، نرى ان الاختلاف حول الرئيس كما الاشتباك السياسي ، لا يقود الى انفجار امني ، او خلق حالة من التوتر في الشارع اللبناني. وقد لا يكون السبب هو الوعي اللبناني بضرورة الحفاظ على الامن والاستقرار ، بل ربما لوجود رغبة اقليمية وقناعة دولية بعدم جر لبنان الى الحرب الاهلية ، والحفاظ على امنه واستقراره بسبب اشتعال الحرب الاهلية الدامية في سوريا.

والملاحظ اليوم ، ومع اقتراب حلول الموعد الجديد لانعقاد مجلس النواب ، لا نرى اي تفاؤل باحتمال التوصل الى التوافق حول انتخاب الرئيس الجديد ، وهناك من يردد بأن القرار الاقليمي والدولي لم يصدر حتى الا ن لاختيار الرئيس ، وهذا يعني استحالة اختيار رئيس صناعة لبنانية ، كما اصبح من المحتمل تمديد حالة الفراغ التي في لبنان الى اشعار آخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.