صحيفة الكترونية اردنية شاملة

اضطراب التداول المتقطع يحبط صناديق التحوّط

0

بعد المكاسب شبه العشوائية للأسهم في عام 2013، تمت الإشادة بالأسواق المتقطعة لهذا العام، باعتبارها الظروف المثالية لمديري الصناديق الفعالة المتخصصين والمهرة.

على أن الأمور لم تجرِ بهذه الطريقة. في حين أن أسواق الأسهم في العالم المتقدم كانت متقلبة، إلا أن معظم ملتقطي الأسهم المعروفين في العالم، كان أداؤهم دون المستوى. في نفس الوقت، كانت صناديق التحوّط التي تتخصص في توقّع اتجاه الاقتصاد العالمي تتعثر في أدائها، لأن التداولات الناجحة في أسعار الفائدة وأسواق العملة، قد ذهبت في الاتجاه المعاكس.

يقول تروي جايسكي، وهو شريك ومدير محفظة بارز في “سكايبريدج” التي تستثمر 10.3 مليار دولار في صناديق تحوّط قائمة في نيويورك: “كثير من الناس كانوا يأملون أن هذا العام سيكون أسوق ملتقطي الأسهم، لكن تبيّن أن الأمر ليس كذلك حتى الآن”.

ولما كانت صناديق التحوّط العادية تعاني الآن من أسوأ بداية عام منذ الأزمة المالية، بتحقيق 1.2 في المائة فقط، وفقاً لمزود بيانات الصناعة “بريكن”، فإن القليل من المديرين، حيث كان العديد من التداولات في أحداث مكثفة خاصة بالشركات، قد ازدهروا.

يقول جايسكي: “إن المديرين الأفضل أداءً في الأسهم هذا العام كانوا أولئك الذين ركزوا على أحداث الشركات، نجحت بشكل أفضل مما كنا نتوقع”.

من بين هؤلاء، كان أداء بيل أكمان، مدير “بيرشينج سكوير”، في الصدارة لعام 2014، حيث كسب صندوقه 19.2 في المائة في القيمة حتى نهاية الشهر الماضي، ما يجعله واحداً من صناديق التحوّط الكبيرة الأفضل أداءً في العالم حتى الآن لهذا العام.

بعد معاناة صندوق أكمان العام الماضي، من عدم نجاح محاولة تحسين وضع متجر التجزئة الأمريكي جى سي بيني، ومحاولته الكبيرة العلنية للتداول على المكشوف في “هيربالايف” التي أدت إلى خسائر كبيرة في الأوراق المالية في صندوقه، فقد راهن “أكمان” على شركة صناعة البوتوكس أليرجان، ومنصة المنتجات المتخصصة وشركة بيم للكحول التي ارتفعت جميعها في القيمة.

باستثناء عدد قليل من الأداء المتميز، فإن الجزء الأكبر من مديري صناديق تحوّط الأسهم الأكثر شهرة في العالم، تقدمت بصعوبة. لقد عانى كثير من مديري صناديق التحوّط المعروفين في أوروبا من بدايات عام صعبة، تبعت مكاسب بمعدلات من خانتين في عام 2013، حيث أخفقت الرهانات الكبيرة والمرتكزة على الأسهم.

صندوق الأسواق المتقدمة البالغة قيمته ثمانية مليارات دولار والتابع لشركة لانسداون بارتنرز، الذي ارتفع بنسبة 33 في المائة العام الماضي، بمساعدة جزئية من رهان كبير على الخطوط الجوية، خسر 7 في المائة هذا العام حتى نهاية الشهر الماضي. في الوقت نفسه، فإن صندوق جلوبال فاينانشال البالغة قيمته 1.2 مليار دولار والتابع للشركة قد خسر تقريباً عشر قيمته حتى الآن لهذا العام، ما قضى على نحو نصف المكاسب التي حققها في عام 2013، والبالغة 23 في المائة.

كذلك فإن كريسبن أودي، وهو مدير آخر مقره لندن، كان قد شهد خسارة صندوقه أودي الأوروبي بنسبة 12 في المائة حتى نهاية نيسان (أبريل).

في نفس الوقت، عانت ما يسمى صناديق تحوّط جلوبال ماكرو، التي راهنت على اتجاه الاقتصادات باستخدام العملات وأسعار الفائدة، مع تحول في توقعات السوق لاتجاه أسعار الفائدة، وتراجع حاد لرهان كبير في عام 2013 على اليابان، تعود أضراره على الأداء.

شركة بريفان هوارد، التي تدير 37 مليار دولار وتعتبر ثالث أكبر صندوق تحوّط في العالم من حيث الأصول، شهدت انخفاض قيمة صندوقها ماستر فاند البالغ 27 مليار دولار بنسبة 4 في المائة، حتى نهاية الشهر الماضي، بسبب خسائر في تداولات سعر الفائدة في الولايات المتحدة، وفي العملات؛ ذلك وفقاً لأحدث رسالة إرسالها الصندوق للمستثمرين.

لم يحدث أن خسر صندوق ماستر فاند المال في أي عام في تاريخه، مع أن صندوق التحوّط معروف بين المستثمرين بانضمامه إلى واحدة من عمليات إدارة المخاطر الأكثر صرامة في الصناعة، حيث غالباً ما يتم صرف المتداولين من العمل في حال عانوا من خسائر كبيرة.

في حين أن “بريفان هوارد”، وفقاً لرسائل المستثمرين، قد جنت المال باستثمارها في “تجارة اليابان” – التي تتضمن التداول على المكشوف في الين مقابل الدولار كرهان على التزام الحكومة اليابانية لإنعاش اقتصادها – إلا أن صندوق التحوّط وأقرانه قد عانوا بسبب انعكاس ذلك الاتجاه خلال الربع الأول، في العام الماضي.

بعد تحقيق عوائد بقيمة 2.68 في المائة العام الماضي، فكتب آلان هاورد، المؤسس المشارك في الشركة، أن الأداء كان “مخيباً للآمال” وتعهد لمستثمريه “أننا سنواصل محاولة الحصول على أرباح، لكن عليكم إدراك أننا أيضاً يجب أن نركّز على مكاسب حماية أفضل”.

ومن صناديق الاقتصاد الكلي الأخرى التي انخفضت هذا العام، هناك اثنان من تجار صناديق التحوّط الأكثر احتراماً في العالم، وهما أندرو لو مدير صندوق كاكستون، الذي خسر 4.9 في المائة هذا العام، ولويس بيكون مدير صندوق مور جلوبال، الذي انخفض بنسبة أكثر من 5 في المائة. صناديق التحوّط التي صمدت أمام تلك الصعوبة تشمل بعض المتخصصين في الائتمان عالي العوائد والأوراق المالية المدعومة بالأصول، حيث تمكنوا من تحقيق عوائد قوية في الأشهر الأخيرة. يقول أنتوني لولر، وهو مدير محفظة في جام، GAM إحدى أكبر شركات الاستثمار في صناديق التحوّط في العالم: “إن متداولي الائتمان والأوراق المالية المدعومة بالأصول، الذين يصنفهم العديد بأنهم مديري القيمة النسبية، قد صمدوا أيضا

بشكل جيد جداً، وهذا تاريخياً لم يكن هو الحال عندما تنخفض الأسهم”. شركة شينافاري، لإدارة الصناديق ومقرها في المملكة المتحدة، تمكنت من تحقيق عوائد بنسبة 13 في المائة لصندوقها تورو للأوراق المالية المدعومة بالأصول حتى الآن هذا العام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.