صحيفة الكترونية اردنية شاملة

المشهد الكامل لازمة الرئيس !!

0

دخل لبنان حروبا اهلية عديدة ولكنه خرج منها عبر صيغة توافقية هي لا غالب ولا مغلوب ، وهو الشعار الذي ينتج انظمة ضعيفة ، تكون غير قادرة على احداث تغيير في الامر الواقع دائما ، وهي الحالة التي تحفظ حقوق الاقطاع السياسي وامراء الطوائف وجنرالات الحروب في كل الاحوال.

واليوم نرى ان ازمة لبنان هي ازمة توافقية يلعبها الورثة من المحترفين ، فالكل يلعب والكل يعرف البداية والنهاية للعبة ، لذلك الحديث عن الفراغ الرئاسي بعد فشل التوصل الى التوافق اللبناني المطلوب ياتي في سياق المنافسة ، ولكنه قد يحصل او لا يحصل ، بانتظار معجزة مفبركة هي عبارة عن قرار اطراف خارجية تحرك اللعبة عبر ادواتها المحلية في بيروت .

الذي يتابع تطورات وتفاصيل معركة اختيار رئيس الجمهورية الجديد في لبنان ، وفصول المسرحية الهزلية في مجلس النواب يعرف ان ترشيح سمير جعجع او هنري الحلو لا يتجاوز المناورة للعبور الى اسم الرئيس الجديد الذي لم يتم التوافق حول اسمه بعد . ففي الوقت الذي كان فيه النواب يجلسون تحت قبة البرلمان في ساحة النجمة في بيروت ، كانت الاتصالات جارية في داخل لبان وعلى الصعيد الاقليمي والدولي ، بانتظار فك الاشتباك بين القوى الاقليمية القادرة على فتح الطريق الى قصر بعبدا .

ومن هذا المنطلق بدأ الجنرال عون تحركاته المحلية والاقليمية والدولية متجاوزا تحالفاته المحورية لكي يلعب دور المرشح التوافقي ، وقد شاهدناه كم كان سعيدا خلال لقائه بالرئيس امين الجميل ، كما تابعنا نتائج الحوار الذي بدأه مع سعد الحريري ، الذي اشترط عليه وجوب التنسيق مع الاحزاب المسيحية في تحالف 14آذار . ولكن رغم كل هذا الجهد الذي يبذله الجنرال عون فهو غير قادر على اخفاء لونه السياسي البرتقالي الفاقع، لذلك نراه غير قادر على اقناع الطرف الآخر انه المنافس والخصم داخل الطائفة المسيحية بانه التوافقي الحيادي الضعيف المطلوب.

من هذا المنطلق يعتقد البعض ان لبان مرشح لدخول الفراغ بسبب العجز عن التوصل الى المرشح المبارك من الجميع قبل موعد الاستحقاق الرئاسي ، خصوصا ان الجميع يتحدث الان عن بدء الرئيس الحالي ميشيل سليمان بحزم حقائبه لمغادرة قصر بعبدا الى منزل العائلة في بلدة عمشيت قبل منتصف الليل يوم 25 ايار الجاري .

بالمقابل يسعى امين الجميل الى ان يكون هو التوافقي بدل الجنرال عون ، ولكن هناك من هو قادر على تفخيخ الطريق امام الجميل من داخل تحالف 14 آذار او من خارجه . هذا المشهد المتكامل خلق ازمة معقدة تتصاعد ولكن الكل على يقين بان الحلول ستكون جاهزة في وقت ما ، لأن المعنيين بهذه الازمة لا يريدون للبنان ان يدخل حالة الفوضى التي تعصف بالمنطقة . فالدول الاقليمية المعنية تعلن انها تريد رئيسا توافقيا في لبنان ، كذلك فرنسا والولايات المتحدة تطالب بالتوافق حول اسم المرشح قبل موعد الاستحقاق الرئاسي القريب.

وقد تكون المفاجأة اللبنانية ، في حال فشل التوافق حول الجنرال عون او امين الجميل ، هو اختيار مرشح الاحتياط الدائم المعتدل والنظيف جان عبيد ، او اختيار الرئيس من المؤسسة العسكرية كما هي العادة في الازمات اللبنانية ،على غرار ما حدث مع الجنرال فؤاد شهاب والعماد ميشيل سليمان ، او في النهاية سيكون الاجماع حول محافظ البنك المركزي رياض سلامة ، وهناك سابقة حدثت عند اختار الرئيس الياس سركيس الذي جاء الى الرئاسة من البنك المركزي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.