صحيفة الكترونية اردنية شاملة

عن العراق بمناسبة الانتخابات ..

0

ظهر مواطن عراقي على شاشة فضائية عربية في استطلاع اراء الناخبين حول الوضع في العراق في ظل الانتخابات فقال : ” العراق بلد غني ولكن الشعب فقير” ، والسبب ، كما يعرف الجميع، يكمن في غياب العدالة في توزيع الثروة ، والفساد المنتشر في البلاد بشكل غير مسبوق . في حين تمنى معظم المشاركين في التقرير المصور ان يتحقق الامن والاستقرار في بلاد الرافدين. هكذا يتوق العراقيون الى الامن والعدالة ، في الوقت الذي جرت فيه العملية الانتخابية على وقع الانفجارات .
الحقيقة ان العراقيين لا يهمهم نسبة المقترعين ولا عدد الفائزين بمقاعد البرلمان ، بل يتطلعون الى بلدهم المهدد بالتخريب والدمار والتقسيم ، ليس على الصعيد الامني فحسب ، بل الخشية ان يطال الخراب نسيج المجتمع العراقي على قاعدة الانقسام الطائفي والعرقي ، خصوصا ان العراق اصبح تربة خصبة لمثل هذه الامراض منذ الاحتلال الاميركي .
والاهم ان النظام الحاكم القائم منذ الاحتلال يتعمّد الهروب الى الامام ، ويسعى الى تحويل الازمة الخطيرة التي تعصف بالعراق الى ازمة امنية ، ويتظاهر بامتلاك القوة لحلها أوالتصدي لها او منع تصاعدها . ولكن العراقيين يعرفون ان الازمة أكبر من الحكومة والنظام في العراق ، والسبب يتمثل في حالة الانكار التي يعيشها النظام العراقي المترنح ، منذ دخل قادته على ظهور الدبابات الاميركية حتى الان.
النظام الجديد لن ينجح باعادة الامن الى العراق بعد الانتخابات ، كما لم ينجح قبلها ، لأن قادته ما زالوا اسرى الوهم وشهوة الانتقام لاعتقادهم انهم انتصروا على عروبة العراق ، كما اعتقدوا واهمين ان من حقهم فرض شروطهم على الاخر ورفضه واقصائه وانتهاك حقوقه المدنية والانسانية .
الثابت ان حكّام العراق الجدد تجاوزا وتجاهلوا المصالحة الوطنية بعد انسحاب قوات الاحتلال ، واصروا على استبعاد واضطهاد شرائح واسعة من مكون الشعب ، لاسباب طائفية او سياسية او عرقية ، لاعتقادهم انهم فازوا بالعراق وثرواته المنهوبة .
ولكن الذي حصل في وقت لاحق كان ضد رغباتهم ، وعكس ما اشتهت سفنهم . فقد حملت الايام العراقية رياحا عاتية عصفت باحلامهم ، فانتشر الفساد والعنف والاشتباك الاهلي تحت عناوين وشعارات متعددة ، واختلف حلفاء الامس على تقاسم الغنائم والمناصب والمكاسب ، ودفع الشعب العراقي وحده الثمن ، من دمه وقلقه وامنه ومعاناته التي لا تنتهي .
واذا كان العراقيون يتطلعون ، بشيء من التفاؤل ، الى تغيير في الاوضاع الراهنة تقودهم الى مرحلة من الامن والاستقرار ، فنحن لا نرى في الافق ما يبشر باي تغيير في المدى القريب على الاقل ، مع اقتناعنا بأن لا بد من حركة تصحيحية تعيد للعراق العريق روحه وهويته وتاريخه ، والى ان يتحقق ذلك سنبقى في حالة خوف وقلق على العراق من مخطط التقسيم على قاعدة طائفية وعرقية ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.