صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الرئيس عباس بنسخته الجديدة!

0

لابد من الاشادة بمواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرة، وهي وان جاءت متأخرة بعض الشيء فان ذلك افضل من ان لا تأتي ابدا. التوقيع على المصالحة الفلسطينية حدث تاريخي ورد فعل اسرائيل والولايات المتحدة كان متوقعا ومع ذلك فان دعم الرئيس عباس له في هذا التوقيت بالذات يعني ان القيادة الفلسطينية باتت تدرك حساسية الوضع الراهن، وان الوحدة الفلسطينية والتفاهمات بين الفصائل هي الرد الحاسم على عبثية المفاوضات وتعنت اسرائيل وفشل الوساطة الاميركية بعد نحو عشرين عاما على اتفاق اوسلو-واشنطن.

كما جاء خطاب الرئيس عباس في افتتاح اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير في رام الله السبت واضحا ومنسجما مع تحديات المرحلة: رفض كامل الاعتراف بيهودية الدولة واصرار على ترسيم الحدود على اساس 1967 وعلى القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية ورفض لضم المستوطنات والتأكيد على حق العودة واقرار بأن اي استئناف للمفاوضات يجب ان يسبقه تجميد كامل للاستطيان واطلاق سراح الأسرى. كما حمل خطاب ابو مازن تهديدا بحل السلطة وتحميل اسرائيل مسؤولية الاحتلال والتوجه حينها الى الأمم المتحدة وغيرها باعتبار ان دولة فلسطين هي دولة تحت الاحتلال.

هذا اذن هو الموقف الفلسطيني الجديد من مفاوضات السلام ومن تبعات معاقبة السلطة على خلفية المصالحة الفلسطينية. وهو موقف يستحق دعما عربيا حقيقيا لأن رد الفعل الاسرائيلي حتى الآن ينذر بمزيد من الاستيطان وتهويد القدس والتنكيل بالفلسطينيين اعلاميا وسياسيا واقتصاديا. اصرار الرئيس عباس على موقفه، الذي يحظى بدعم الفصائل المختلفة ومن ضمنها حركة حماس، يعني دخول القضية الفلسطينية منعطفا تاريخيا هو الأهم والأخطر في تاريخها.

بدأت الهجمة الاعلامية والسياسية الاسرائيلية على القيادة الفلسطينية بشيطنة الرئيس ابو مازن واعتبار المصالحة الفلسطينية على انها تحالف مع منظمة ارهابية لا تعترف باسرائيل. وتنسى اسرائيل ان احزابها من اليمين واليمين المتطرف وحتى الوسط لا تعترف بمفاوضات السلام وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة او التنازل عن شبر واحد في القدس الشرقية، كما ترفض حق العودة او وقف الاستيطان.

الرئيس عباس في موقف لا يحسد عليه، لكنه يبدي شجاعة وحزم واصرار في مرحلة شديدة الحساسية بالنسبة لمستقبل الصراع الوجودي مع اسرائيل. بدأ ذلك بتوقيع وثائق الانضمام الى منظمات دولية واستمر بانجازه المصالحة وها هو يقول لاسرائيل والمجتمع الدولي ان تهديده بحل السلطة وتحميل الاحتلال كامل المسؤولية يجب ان يؤخذ على محمل الجد.

الموقف الاميركي غير مفهوم، فالمصالحة الفلسطينية تعني عودة حماس الى الحضن الفلسطيني والى الشرعية دون ان يؤثر ذلك على ملف المفاوضات ومرجعيتها. لوم الرئيس عباس وتحميله جزء من مسؤولية فشل المفاوضات موقف معيب، خاصة من الرئيس اوباما، الحاصل على نوبل للسلام، والذي وعد العالم في فترة رئاسته الأولى بقيام دولة فلسطين بحلول 2011، وها نحن ننتظر!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.