هيك البلد..
..لا تستغربوا لو قلت لكم أن بناطيل “الشارلستون” التي شاعت في السبعينات هي ملخّص سياستنا هذه الأيام…فكما يمتاز “الشارلستون” بزنّار مرتفع ، وضيق مبالغ فيه عند الأماكن الحساسة وفضفضة وتوسّع مبالغ فيهما ايضاً عند الأقدام.. سياستنا كذلك لديها ضيق في التفكير والأفق عند الأمور الحساسة ، وتوسّع وأريحية في الأمور الثانوية…
****لم أستغرب ابداً أن تقوم إحدى الصحف اليومية بعرض مبانيها للبيع بشرط إعادة استئجارها بعد تحويل ملكيتها للمالك الجديد…لأن لها في الفوسفات قدوة حسنة..فبعد أن بعنا أهم مورد وأهم مؤسسة حكومية على الإطلاق بتراب المصاري الى بروناي والى سماسرة “ألنصب” الكبار، هاي هي بعض المرجعيات الرسمية تطلب بشكل شفوي من مؤسسة الضمان الاجتماعي شراء حصة بروناي في شركة الفوسفات وبهذا الطلب الشفوي وبالاقتراح الرسمي نكون قد ربّحنا بروناي مرتين…الأولى: عندما بعناهم حصتنا ببلاش…والثانية: عندما عدنا واشترينا حصتهم بالغالي والنفيس من تحويشة الأردنيين…وبما اننا قد ربحنا بروناي مرتّين…فذلك يعني بالضرورة أننا “خوزقنا” الوطن والمواطن مرتين كذلك؛ مرة عندما شحّدنا “الفوسفات”…ومرّة يوم استرجعناها بالاضعاف المضاعفة طبعاً و بين البائع والشاري يفتح “الكردي” حساباً بسويسرا…
أرأيتم عبقرية في العالم توازي العبقرية الإدارية في الأردن؟؟؟ نبيع المؤسسة لنستأجرها….و نخصص الموارد على طريقة “تصفية النوفيتهات” بخصم 90% من الباب الخلفي…ثم ندخل من الباب الأمامي لنشتريها على طريقة “الماركات” حيث يكتب عليها السعر محدود..!!
والذي يجلطني أكثر…عندما يقول أحدهم : نحن على المسار الصحيح!! اذا كل هذا التخبط والتخبيص ونحن على المسار الصحيح..كيف “يزمّ” لو كنا على المسار الخطأ؟؟؟
احمد حسن الزعبي