صحيفة الكترونية اردنية شاملة

لماذا ‘فرطوا’ الحل الأميركي للحدود البحرية؟

0

تحدّث الباحث الحالي والمسؤول السابق في إدارة أميركية مهمة، وصاحب الخبرة الواسعة في شؤون شرق أوسطية، عن موقف لبنان من اقتراح فريدريك هوف الديبلوماسي الرفيع في الخارجية لحل مشكلة ترسيم الحدود البحرية النفطية والغازية مع إسرائيل، قال: “تحدث هوف مع رئيس الحكومة قبل الأخيرة نجيب ميقاتي وشرح له الحل الذي يقترحه. فوافق عليه لكنه طلب منه عدم الخوض في هذا الأمر مع الوزير المعني جبران باسيل لأنه هو الذي سيتولى هذه المهمة في النهاية. “حزب الله” لم يكن معترضاً على الحلّ المقترح بسبب ظروف لبنانية معينة. إذ هو لا يستطيع رفضه خصوصاً وأن لبنان يعيش فوق بحر من الذهب (نفط وغاز). رئيس مجلس النواب نبيه بري وافق عليه أيضاً. عندما أثار الموضوع مع باسيل في الآخر، وكان ميقاتي تباحث معه فيه كما وعد، كان جوابه: نحن لا نتخلى عن أي شيء. هذه حدود دولية. فردّ هوف: إذا كانت حدوداً دولية إذهب وتفاوض معها مباشرة ووقِّع معها معاهدة صلح أو سلام وعندذاك تصبح الحدود دولية فعلاً. وهي الآن ليست كذلك. إنها موضع اعتراف آحادي فقط. كل فريق يرسم هذه الحدود على ورقة معدّلا بذلك حدوده البحرية السابقة ويضعها في الامم المتحدة فتصبح هناك حدود. أميركا وافقت على الحل الذي اقترحه موفدها هوف. طبعاً لم يمشِ الحال في النهاية. لماذا؟ ليس بسبب فريق 8 آذار أو فريق 14 آذار. اجتمع هوف مع الرئيس فؤاد السنيورة وكان (الشهيد) محمد شطح وآخرون معه فحصلت “شريعة”، فالسنيورة كان يقول: لا نقبَل. هذه حقوقنا. كانوا يريدون أن لا يستفيد سياسياً من الحل المقترح الرئيس ميقاتي وحكومته. فكان ردّ هوف عليهم: أفضَل لكم أن يُنجِز هذا الأمر أو هذا الملف 8 آذار و”حكومة حزب الله” كما تسمونها. أما إذا أنجزتموه أنتم فسيقال إنكم أميركيون أو إسرائيليون. فردّ السنيورة: لقد أثرت نقطة محقّة. لكنه وفريقه لم يوافقوا رغم ذلك. فاخفق هوف و”فرط” الحل.
ما هو تقويم الباحث الحالي والمسؤول السابق نفسه لسياسة أميركا حيال الأزمة السورية؟
قال: “أميركا ارتكبت أخطاء عدة. من جهة هناك فريق يريد أن ينتصر بالحرب وبالعمل العسكري وهو يضم الأسد وإيران وروسيا. ومن جهة ثانية هناك فريق آخر يحكي عن حلول ديبلوماسية. هذا أمر لا يعطي نتيجة. يظن بشار الأسد أنه سيربح في النهاية. إدارة أوباما أخطأت. كانت تظن أن الأسد سيسقط وخلال مدة قصيرة. وحتى كان كثيرون في فريقه يحضّونه على دعوة الأسد إلى التنحّي لأنه قد يسقط قبل هذه الدعوة. وبذلك يخسر هو أي أوباما وتخسر أميركا دورها. هكذا كان الجو. كان هناك كثيرون من بينهم عسكر وديبلوماسيون يعتقدون أنه من الضروري أن تقوم أميركا بعمل ما. وذهب بعضهم إلى أوباما باقتراحات محددة. لكنه رفضها وقال إنه لا يريد التورّط عسكرياً، وأنه سيكتفي بالديبلوماسية، واعتمد على روسيا لإيجاد حل سياسي من خلال ما سمي لاحقاً “مؤتمر جنيف”. وموقفه هذا لم يكن موفقاً. اتفق مع روسيا على موضوع نزع الأسلحة الكيماوية السورية. ولم ينفّذ الاتفاق كما يجب حتى الآن. وربما لن ينفّذ. ماطل الأسد في تنفيذه في البداية رغم طلب روسيا ذلك منه. أما الآن فإنها ربما لن تضغط عليه لمتابعة التنفيذ أو التسوية، وربما تطلب منه العودة إلى المماطلة أو حتّى عدم تسليم الأسلحة المذكورة وعدم تدمير مخازنها ومصانعها بسبب الخلاف الذي يتّسع بينها وبين أميركا جراء ما حصل في شبه جزيرة القرم وما قد يحصل في أوكرانيا أو شرقها.
ما هو سبب الموقف الأميركي الرسمي الذي شرحته لي الآن؟ أجاب الباحث الحالي والمسؤول السابق نفسه: “لم يدرسوا في الإدارة حقيقة الوضع. لو كانت جادة فعلاً في إسقاط الأسد كان في استطاعة الكفاءات الكثيرة الموجودة داخلها وضع خطط جدية أياً تكن الكلفة والوسيلة لإسقاطه. لكن إرادة إسقاطه لم تكن موجودة عندها. لذلك فان أحداً لم يكتب تقارير جدية للرئيس. لو أتت مستشارته للأمن القومي وقالت لـ”الفريق” كله نريد إسقاط الأسد بكل الوسائل. اكتبوا خططاً واعطونا توصيات، لكان حصل أوباما على خطة أو أكثر. لكن لم يكن في استطاعتها القيام بذلك لأنه أي أوباما لم يكن اتخذ قراراً في هذا الشأن. وربما لا يزال”.
ما هي أسباب اندفاع أردوغان رئيس وزراء تركيا ضد الأسد ثم انكفاؤه عن أي عمل جدي وملموس؟

النهار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.