صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مرشحون عابرون!!

0

الحراك الذي حدث عشية جلسة النواب في لبنان لانتخاب الرئيس الجديد ، وما تبعه من اداء تحت القبة ، كان عبارة عن لعبة سياسية بامتياز مارسها محترفون .

كل اللبنانيين كانوا يعرفون انه لن يتم انتخاب الرئيس ، وان مناورة سياسية ، هي اقرب الى “بروفة” نفذتها الاحزاب والتحالفات والكتل تمهيدا للمعركة الحقيقية التي ستتغير ادواتها حتما في الجلسة المقبلة ، لأن كل الاطراف تعرف ان انتخاب رئيس اشكالي استفزازي لن يتم ، ولأن اختيار رئيس من فصيلة سمير جعجع يعني فتح ابواب جهنم في لبنان من جديد ، في وقت الكل يتطلع فيه الى حالة من الامن والاستقرار بم في ذلك الاطراف الاقليمية والدولية .

واللافت ان اهالي وانصار وحلفاء السياسيين اللبنانيين الضحايا الذين اتهم جعجع باغتيالهم ، وفي مقدمتهم الرئيس رشيد كرامي ، وطوني فرنجية وزوجته وابنتهما ، وداني شمعون وزوجته وابنهما ، تظاهروا ضد ترشيح رئيس القوات اللبنانية ، كما ان النواب من ذويهم او انصارهم صوتوا ضده ، واعترضوا على ترشيحه .

لذلك لا اعتقد ان تحالف 14آذار سيتمسك بترشيح جعجع للمرة الثانية ، اي بعد اسبوع ، ومن المتوقع سحبه من السباق ، على عكس ما زعم سمير جعجع في مؤتمره الصحفي ، حين أعلن انه مستمر في المعركة. فاللعبة شارك فيها تيار المستقبل الذي اوفى بوعده وسدد الفاتورة فمنح اصواته ودعمه للجعجع في الجولة الاولى ، وبذلك تحرر من الوعد والعهد لينطلق في الجولة الثانية ، ويشارك في البحث عن مرشح التوافق ، او يقوم بترشيح آخر قد يكون امين الجميل اذا كان هناك معركة حديدة .

واعتقد ان لدى تيار المستقبل ورقة اخرى لم يكشف عنها حتى الان ، بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات بين الاطياف والطوائف والاحزاب ، والتدخلات الاقليمية والدولية ، بعد فشل اختيار رئيس ” صنع في لبنان ” حسب رغبة اللبنانيين .

وبالمقابل يسعى الجنرال ميشيل عون ، عبر اتصالاته مع تيار المستقبل ووليد جنبلاط ومباركة حركة امل وحزب الله، ان يطرح نفسه كمرشح توافق . ولكن في الحقيقية لم يظهر بين الاسماء المتداولة من سيكون الرئيس القادم الى قصر بعبدا حتى الان ، على الرغم من ان وليد جنبلاط رشح رنيه حلو على قاعدة انه مرشح الاعتدال والتوافق بين كل اللبنانيين .

الحقيقة ان الجولة الاولى ليس لها علاقة باختيار الرئيس الجديد ، لأن الميثاق الوطني اللبناني الذي تم الاتفاق حوله خلق معادلة لبنانية لا يمكن اختراقها او تجاوزها ، وقد جرت العادة ان يتفق الجميع على عدم اختيار رئيس استفزازي منحاز يهدد الامن والسلم الاهلي في لبنان ، بحيث تم ترسيخ مبدأ ” لا غالب ولا مغلوب ” بهدف الحفاظ على المحاصصة الطائفية ، وحفظ حقوق الاقطاع السياسي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.