صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مبادرات للتطويع والترويض

0

خاص بصحيفة المقر

ما كل ما يلمع ذهبا وليس من طبيعة الذهب في اصله أن يلمع وقيمة العود طيب رائحته الفواحة ِ

“فالتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ والعودُ في أرضه نوعً من الحطب

ولولا اشتعال النار فيما جاورت ما كاد يعرف طيب عرف العود” فالعبرة إذاً بالمعنى وليس بالمبنى وبالمضمون والجوهر لا بالشكل والمظهر. فكم من الكلمات والمصطلحات الجميلة حملت في ثناياها سما ناقعا وضررا مدمرا. فمصطلح الإستعمار كان يعني الاحتلال والاستعباد والقهر والإذلال. والحرب التي قادتها أميركا ضد الارهاب كانت صراعاً شوفينيا للوصول الى نهاية التاريخ وصراع الحضارات والاديان وتسيد العالم بغطرسة واستفراد. ومع شعار الديمقراطية ذبحت الحرية من الوريد الى الوريد وانتهكت حقوق الانسان. وهكذا فالطريق الى جهنم معبدة بالكثير من النوايا الحسنة واصحابها خاسرون ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون انهم يحسنون صنعا. فكم من باطل نحت لنفسه كلمات براقة وعناوين جذابه؟. وصدق فيه القول ” كلمة حق اريد بها باطل “. القاب مملكة في غير موضعها كالقط يحكي انتفاخا صولة الأسد. الى ذلك فقد اخذ البعض الى درجة الاستلاب بمصطلحات المراجعة والتجديد والتنوير والعصرنة وما بعد الحداثة والسلام الشامل او سلام الشجعان. وفي كل مرة ينخلع من هويته ويتخلى عن ثوابته وحقوق الشعوب المقهورة الجالسة على صفيح ملتهب ومتقد بجمر البركان. في هذا المضمار تتسابق الانظمة والحكومات والاحزاب والتيارات في طرح الافكار والتصورات والمحاولات والمبادرات بعناوين جذابة لا تكاد تجد بينها اختلافا في النص وكل يدعي وصلا بالوطن ومصالحه العليا.

عندما أقرأ تلك الديباجات والمبادرات وما يسمى ب “المراجعات العميقة والجذرية” وبخاصة عند اقحام بعض الكلمات والمصطلحات اشعر بان الخطاب يقدم اوراق اعتماد اصحابه لجهات سيادية لغاية الحصول على تاشيرة الدخول الى حضيرة السلطة والنفوذ.

في تجارب براقة ولامعة مبادرة “عمرو خالد” “صناع الحياة” خطفت الأبصار وتجاوزت الحدود والاقطار لتنحصر بالإتفاق مع مباحث أمن الدولة المصرية في مكافحة المخدرات والزراعة على أسطح البيوت وتتلاشى تلك المبادرة ويغيب اصحابها في طي النسيان بعد ان كان حضورهم ملء السمع والبصر . ولا زالت مبادرة “مصر القوية” بزعامة الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح تؤكد نفس الفشل لانها تراهن على التكيف مع متطلبات الآخر للحصول والوصول الى إجازة المرور.

نظرية الآخر “من لم يأت بالترويض لا بد ان ينتهي بالتقويض ومن استعصى على التطويع فليواجه الترويع” ومن لم يكن مع أميركا “واسرائيل” فهو ارهابي وعدو الحياة والامل والمستقبل ولا بد من تصفيته ولذلك كان الانقلاب العسكري في مصر دموياً فاشيا برعاية دولية واموال خليجية.

هذا مقالي والسلام على من اتبع الهدى ومات مثل الاشجار وقوفا شامخا لا ينحي لصنم ولا يقبل الضيم والعار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.