صحيفة الكترونية اردنية شاملة

رؤساء ما بعد الربيع !!

0

يبدأ قريبا مسلسل الرؤساء العرب ، واعني بداية موسم انتخابات الرئاسة في اكثر من بلد عربي ، وبالتحديد لبنان ومصر والجزائر وسوريا . ففي لبنان اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان انتخابات الرئاسة ستكون يوم الاربعاء في 23 من الشهر الجاري ، اي بعد اسبوع فقط . ويبدو ان المعركة ستكون بين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ، احد جنرالات الحرب الاهلية في لبنان ، ويؤيده تحالف 14 اذار وله 60 نائبا ، وبين الجنرال ميشيل عون ، ويدعمه تحالف 8 آذار وله 58 نائبا ، ويبقى الصراع حول نواب كتلة جنبلاط وكتلة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، اضافة الى المحسوبين على رئيس الجمهورية ميشيل سليمان.

ويبدو ان المعركة الجديدة ستشهد تحركات غير مسبوقة داخل كافة التحالفات على الساحة اللبنانية باتجاه هذا المرشح او ذاك. والثابت ان هناك شيء من الاتصالات غير المعلنة ، او الغزل المعلن ، بين خصوم الامس من اجل خطف بعض الاصوات او احداث اختراقات في الصفوف .

وقد يكون الجنرال عون هو صاحب الحظ الاوفر لقطف ثمار التقارب ،او الكسب من حالة تطبيع العلاقات بين تيار المستقبل وبين حزب الله ، التي هدفها المعلن هو التوافق على خلق حالة من الاستقرار في لبنان ، وقد استبق الجنرال عون التطورات التي قد يعلن عن تفاصيلها في وقت لاحق ، قبل الانتخابات طبعا ، فصوت نواب كتلته في البرلمان بما يرضي كتلة المستقبل ، حول قضية سلسلة الرواتب والمراتب، على الرغم من تبني نواب حزب الله وحركة امل القضية بالتنسيق مع النقابات الغاضبة المعتصمة في ساحة رياض الصلح .

اما في مصر، فالمعركة الحقيقية التي ستتم في 27 من شهر ايار المقبل ستكون بين المرشح الاول المشير السيسي الذي يعتمد على اصوات الغالبية في الشارع المصري تحت عنوان فرض الامن والاستقرار ، او الخبز والكرامة ، وبين السياسي الناصري المعروف حمدين صباحي الذي يحظى بدوره على حصة لا يستهان بها من المؤيدين بين شرائح المجتمع المصري ، والاحزاب السياسية . وقد تشهد الساحة المصرية شيئا من التصعيد في العنف والفوضى للتشويش على الانتخابات.

وحول المعركة الرئاسية في سوريا فارى انه من السابق لاوانه ان نتناول هذه المسألة بسبب الاحداث الدامية والتصعيد الحاصل في هذه المرحلة وتوقف الحوار الذي بدأ في جنيف حول المرحلة الانتقالية ، رغم التصريحات المتباعدة التي تؤكد عزم واصرار الرئيس بشارالاسد على خوض المعركة بهدف التجديد لفترة اخرى.

اما في الجزائر ، فالمعركة ساخنة جدا ، خصوصا في المواجهات التي سبقت توجه الناخبين الجزائريين الى صناديق الاقتراع اليوم ، وهي اكثر سخونة بين الرئيس الحالي عبد العزيز بو تفليقة الذي يخوض المعركة في ولايته الرابع ، وبين رئيس وزرائه الاسبق القادم من الاوراس ، ومن صفوف جبهة التحرير ، علي بن فليس ، الذي ينتمي هو ايضا الى عائلة من المجاهدين في حرب التحرير . حبث تجري الانتخابات على وقع الاتهامات بالعنف والتزوير والترهيب.

ويشارك في التنافس على الرئاسة في الجزائر ايضا السيدة لويزة حنون وموسى تواني وفوزي رباعين وعبد العزيز بلعيد ، ولكن الشارع الرئيس بوتفليقة يركز في حملته على المسألة الامنية والاستقرار في الجزائر ، خصوصا ان النار تشتعل على حدوده وعند جيرانه . اما المنافس الحقيقي علي بن فليس فيهدد باثارة الشارع في حال حدث التزوير وهو يعتقد انه من الممكن اب يحدث اختراقا في جبهة الرئيس بو تفليقة ، خصوصا انه شغل منصب امين عام جبهة التحرير وعضو مجلسها المركزي لآكثر من مرة .

الذي اريد قوله هنا ان هذه المعارك الانتخابية التي من الواجب والضروري ان تكون شفافة وديمقراطية ونزيهة خصوصا انها تأتي بعد موسم الربيع العربي الذي حمل الينا عواصف من العنف والفوضى التي من الممكن ان تتجدد في اي وقت وفي اي زمان ومكان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.