صحيفة الكترونية اردنية شاملة

احتلال بلا سقف!!

0

يتساءل البعض : هل وصلت المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الى طريق مسدود ، وهل نسفت اسرائيل المفاوضات ، حسب شهادة وزير الخارجية الاميركية جون كيري امام اللجنة الخارجية في الكونغرس؟!
الحقيقة ان الذي خلق هذه المفاوضات ورعاها هي الادارة الاميركية وهي القادر على وقفها ونسفها في اي وقت تشاء ، ولكنها ما زالت ، حتى اليوم، تريد لها ان تستمر بلا سقف زمني لاسباب كثيرة .
والحقيقة الثانية هي ان المفاوضات خطة اسرائيلية متعلقة بالمشروع الاستراتيجي الصهيوني الذي يحتاج الى المزيد من الوقت والجهد والاستيطان والتفاوض ، كذلك المفاوضات حاجة فلسطينية ايضا ، فكل الاطراف تراهن على الوقت ، رغم التهديد والتلويح بوقف التفاوض .
فاذا كانت اسرائيل تحتاج الى لعبة الزمن ، فان الساطة الفلسطينية غير القادرة على وقف التفاوض في هذه المرحلة تراهن بدورها على الزمن ايضا ، على امل ان تحدث المعجزة التي قد تأتي بالمتغيرات في الموقف العربي اوالاقليمي او الدولي ، وبالتالي يحدث ما يغير الاحوال في ميزان القوى السياسية والعسكرية ، خصوصا ان كل الاطراف الصديقة او المحايدة ، في المنطقة ، وعلى الساحة الدولية ، تريد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على قاعدة حل الدولتين، ولكنها عاجزة في الةقت الراهن ، عن فرض السلام والحل العادل بسبب الانحياز الاميركي لصالح اسرائيل .
واذا كان وزير الخارجية الاميركية كيري قد اعلن ان الوقت محدود ، بمقياس عهد الرئيس اوباما ، الا انه يسعى الى تمديد الزمن التفاوضي على المسار الفلسطيني ، رغم تصريحه الاخير الذي يحّمل فيه حكومة نتنياهو مسؤولية التقصيروعرقلة المفاوضات بسبب الاعلان عن بناء 700 وحدة سكنية جديدة في مستعمرة جيلو.
ولكن القيادة الفلسطينية التي ذهبت الى الجامعة العربية طلبا للعون المنشود المفقود ، اعلنت شروطها للموافقة على استئناف المفاوضات وتمديدها واولها ترسيم الحدود ، واطلاق الدفعة الرابعة من الاسرى ، ووقف الاستيطان . وبالمقابل تتمسك اسرائيل بشرط الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة ، اي ان تصبح اسرائيل دولة لكل اليهود ، بعد اسقاط حق العودة ، وتبادل الاراضي والسكان.
واذا حاول كيري الضغط على اسرائيل لاستئناف التفاوض سيكون هناك خطة اسرائيلية بديلة تتمثل بافتعال خلاف داخل الائتلاف الحكومي تعقبه الدعوة لانتخابات مبكرة ، وهي الخطة المبيتة والمعدة للخروج من المأزق الاسرائيلي ، وانهاء الاستحقاقات التي يطالب بها الرأي العام العالمي الداعي الى تحقيق السلام على قاعدة حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
والهروب الاسرائيلي الى الامام سببه القناعة عند المتطرفين ، وهم الغالبية العظمى في المجتمع الاسرائيلي، بأن قيام الدولة الفلسطينية خارج الشروط الاسرائيلية يهدد وجود الكيان الصهيوني ، وهذه القناعة تنبعث من الازمة الوجودية التي يعاني منها المجتمع الاسرائيلي الذي يعرف في وعيه الكامل انه يعيش فوق ارض محتلة يرى اصحابها واهلها على مدار الساعة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.