صحيفة الكترونية اردنية شاملة

العودة الى مصر..

0

مصر ساهرة لا تنام . المصريون غارقون في متابعة اخبار وتطورات انتخابات الرئاسة ، خصوصا بعدما استقال المشير عبد الفتاح السيسي بهدف خوض المعركة الانتخابية التي لم يظهر في ساحتها حتى اليوم سوى السياسي الناصري حمدين صباحي .

المصريون منشغلون بالرئيس القادم ، دون الالتفات لاحداث العنف والتفجيرات المتفرقة المتقطعة التي تقع هنا او هناك ، فالحياة في القاهرة الساحرة الساهرة حتى الفجرتجري بسلاسة كما يجري نهر النيل بهدوء ، او على ضجيج ساخن تثيره البرامج الحوارية المكثفة في الفضائيات الخاصة والعامة، والتي ترغب التذكير بين الحين والاخر، انها غير منحازة في المعركة الانتخابية.

وقبل يومين نشرت الصحف المصرية ان المشير السيسي قد استوفى عدد التوكيلات التي تؤهله للترشيح في حين اعلن المرشح حمدين صباحي ان انصاره يتعرضون للمضايقات والاعتداءات لعرقلة تسجيل التوكيلات في مكتب الشهر العقاري . والحقيقة التي لمستها في القاهرة ان حالة من التوتر تسود الخندق السياسي المصري الواحد الذي انقسم بسبب انتخابات الرئاسة ، وهناك قلق في اوساط انصار السيسي من ان يقدم صباحي على خطوة مفاجئة بحيث يعلن انسحابه كرد فعل احتجاجي ، وتبقى الساحة فارغة من منافس حقيقي للمشير.

اللافت في الشارع السياسي ان المشير لا يحتاج الى دعاية انتخابية ولا الى برنامج انتخابي ، لأنه تسلح بالاستفتاء الذي جرى في 30 يونيو/ حزيران ، والذي اعتبره البعض بالمبايعة المسبقة. وقد يتبين للزائر منذ اللحظة الاولى ، ومن خلال التحدث للناس ان المعركة محسومة رغم قوة صباحي وخبرته السياسية الطويلة وانتمائه للحركة الوطنية ، والاحترام الذي يحظى به.

ويعلل البعض ان الانحياز الشعبي للمشير سببه الاحساس بالحاجة الى الامن والاستقرار واعادة مصر الى مكانها الذي يليق بمكانتها الحضارية وموقعها العربي . ولقناعتهم ان المعركة ضد العنف والارهاب تحتاج الى رجل قادم من المؤسسة العسكرية ، باعتبارهم الان ان الديمقراطية التي يتحدث البعض عنها هي رفاهية او مادة من الكماليات التي تصدرها لنا الولايات المتحدة . فمصر الان بحاجة الى قهر العنف وفرض الامن والاستقرار وعودة عجلة الاقتصاد الى العمل بافصى سرعة ، وخصوصا في القطاع السياحي ، الذي هو عصب الاقتصاد المصري ويوفر الدخل بالعملات الصعبة .

وقد اعلنت المصادر الرسمية في القاهرة مؤخرا احصائية حول السياحة في مصر التي تضررت جراء الاحداث تفيد انه في شهر شاط/ فبراير الماضي زار مصر 617 ألفا من السياح العرب والاجانب ، وهو رقم لم يبلغ العدد الطبيعي المعتاد ، ولكنه يحمل دلالة على ان الاوضاع في مصر بدأت بالتحسن والتقدم ، وأن ثقة العالم بهذا البلد ونظامه ثابتة رغم الاحداث الاخيرة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.