صحيفة الكترونية اردنية شاملة

اردوغان وهولاند والانتخابات البلدية !!

0

اذا كان طيب رجب اردوغان قد اعلن فوز حزبه في بلديتي انقرة واسطنبول ، واعلن تفاؤله بالنسبة لانتخابات الرئاسة التركية القادمة ، فهناك في فرنسا من اعلن خسارة الرئيس هولاند وحزبه في الانتخابات البلدية التي تعطي مؤشرات غير سارة للاشتراكيين في فرنسا ، على صعيد الانتخابات النيابية والرئاسية معا .

ففي تركيا واجه اردوغان وحزبه حملة واسعة شديدة ، وهناك من اعتقد ان الحزب الحاكم في انقرة قد وصل الى حافة الهاوية بسبب الاوضاع الامنية والاقتصادية الداخلية التي شهدت بعض التراجع ، كما بسبب السياسة الخارجية التي انتهجتها الحكومة التركية ، ولكن اردوغان تنفس الصعداء ، واستعجل باعلان فوز حزبه ، فلم يستطع التروي او الصبر لأنه كان في ذروة التوتر .

اما في باريس فاصبح من الاكيد خسارة ونهاية سلطة الاشتراكيين ، لأن الرئيس الفرنسي يواجه انتقادات شديدة حيث اتهمه الكثيرون بالتبعية لاميركا ، وهناك من شبهه بتوني بلير عندما تحول الى تابع للرئيس بوش ابان ازمة الخليج والحرب على العراق . وهذه الاتهامات اعطت نتائجها في الانتخابات البلدية الفرنسية بحيث جاءت غير مرضية وسلبية ومحبطة بالنسبة للاشتراكيين ، ولكنها جاءت مبشرة للاحزاب اليمينة الفرنسية .

واعتقد ان عهد الرئيس هولاند هو الاسوأ بالنسبة للسياسة الخارجية الفرنسية منذ عقود مضت ، فقد قام الرئيس هولاند بالتحريض ضد سوريا وسعى الى تعطيل الحوار السياسي بين اطراف الصراع في سوريا كما انه حاول عرقلة مبادرة الحل السلمي والسياسي للازمة السورية التي تبنتها اكثر من دولة ، بل شجع الولايات المتحدة على توجيه ضربة عسكرية لدمشق ، وكان في مقدمة المستعدين للتدخل العسكري في سوريا .

وقد لعب الرئيس الفرنسي دورا سلبيا بالنسبة الى الحوار الدولي القائم حول الملف النووي الايراني ، واحتل مقدمة المتحمسين لفرض عقوبات اضافية على ايران . وكذلك بالنسبة لازمة اوكرانيا ، فلم يقم الرئيس هولاند بمبادرة لحل الازمة قبل استفحالها بل على العكس ، فقد كانت الحكومة الفرنسية تطلب من الدول الاوروبية الاخرى دعم حركة التمرد والعصيان في ساحة الاستقلال ، واعلنت دعمها للمعارضة ، وشجعتها على الاستمرار في العمل الذي ادى الى قلب نظام الحكم واستيلاء اليمين المتطرف على السلطة . وهوالواقع الذى دفع بالحكومة الروسية الى الرد بضم شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول.

والحقيقة ان نتائج الانتخابات البلدية في تركيا ، كذلك في فرنسا ، تعطي مؤشرات غير مرضية في نتائجها ، وان كان اردوغان قد اخفى نسبة تراجع حصة حزبه الذي فاز فعلا ، في حين لم يستطع هولاند اخفاء هزيمته التي ستخرج حزبه من ساحة السباق في الانتخلبات النيابية والرئاسية في فرنسا ، وتبعده عن تكرار اعلان النصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.