صحيفة الكترونية اردنية شاملة

دير بالك ع الشباب

0

• خاص بالمقر

في زمن المراهقة ..كنا اذا ما وصلنا الى الشارع الطويل المزدحم بالمحلات و”الفترينات” الجميلة ، نمشي ونقف محتارين بين أسماء المتاجر ، فكلها جاذبة ومغرية ، ومعظمها تعرض قطعاً للملابس تشبه تماماً ما نبحث عنه ، لكن في نفس الوقت لا نريد أن نسقط في التجربة الأولى التي قررنا فيها الاعتماد على أنفسنا في الشراء والاختيار..

التاجر الخبير يعرف زبونه من هيئته ومن مشيته ومن نظراته وبالتالي بتعامل معه حسب ما توحي إليه “الشكل العام”..مثلاً مجرّد ان ندخل المحل متردّدين خائفين ونسأل أول من يواجهنا في المحل بتأتأة “ففففففففففي بلايز”..يشير بيده الى الداخل “جوه عمي جوه”…ثم ينادي صاحب المحل موظف البيع : (دير بالك ع الشباب يا معااااذ)…كنا نفرح جداً مجرّد أن أوصى علينا المعلّم بهذه العبارة ونعتبرها توصية ما بعدها توصية ، فنشعر براحة وطمأنينة أكثر، وما ان يتلقّفنا معاذ حتى “يعجّب علينا “.. أحياناً تأخذنا العزّة بالإثم ونطلب من معاذ ان يرينا كل ما لديه من أشكال وألوان ومقاسات ، إلا أن معاذ لم يكن يعرض علينا سوى ذوقه الخاص ومصلحة المعلم؛ سواء من القطع التي انتهى موسمها أو “تقزز الناس من لونها” أو تلك التي “داقر سوقها” ولا امل في بيعها بتاتاً الا للهبايل أمثالنا ولا يهونوا السامعين ، للأمانة ً كنّا نحاول بخجل ان نرفض القطع المعروضة علينا “طبّة” وأن نختار ما يحلو لنا أو “يهفّ” على خاطرنا أو يناسب مخصصاتنا…فيذكّرنا معاذ ان “ألمعلمّ” وصّى علينا ولازم يعطينا “اشي نظيف نظيف” حسب ادعائه..

في النهاية : نجبر على شراء “أردأ بنطلون” على “اقرف” بلوزة على “اتفه “قميص” بأغلى سعر…أثناء حمل الحقائب والخروج من الباب نشكر المعلّم على حسن الوصاية ..فيقول “…المحل محلكو عمي”..فننتشي بهبل جديد بعد ان أكلنا خازوق “شيفرة” البيع و”شيفرة” حسن التعامل..

**

الرسالة التي تلقاها النسور قبل أيام حول وضع خطة عشرية للاقتصاد الأردني وتامين الحياة الكريمة والمستقبل المشرق لأبناء وبنات أردننا الحبيب”…هي بمثابة : دير بالك ع الشباب..

احمد حسن الزعبي

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.