صحيفة الكترونية اردنية شاملة

العودة الى البدايات !!

0

عندما نقف امام المشهد العربي الراهن الهش ، نرى ان البوصلة العربية تاهت ما بين الاقتتال العربي والانقسام الفلسطيني . وفي ظل هذا المشهد واصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري جولاته المكوكية في المنطقة عله يجد مخرجا يقود الى تسوية او تصفية للقضية الفلسطينية من خلال اختلااق اميركي لحالة الركود التي تواجهها المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ، نتيجة المراوغة الاسرائيلية ، وعدم اعتراف اسرائيل بانها قوة احتلال .

الخلاف الان بين فريقي المفاوضات ، والذي يحاول كيري ايجاد حل له عبر مبعوثه مارتن انديك ، سببه ان اسرائيل ربطت اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين بتمديد المفاوضات ، كما اشترطت عدم وقف الاستيطان ، في حين تسعى واشنطن الى اقناع اسرائيل بتخفيف النشاط الاستيطاني بدل وقف الاستيطان كحل وسط . وكما للاسرائيليين شروطهم ، كذلك للفاوض الفلسطيني شروطه ايضا ، فمسألة الاعتراف باسرائيل دولة يهودية هو امر مرفوض فلسطينيا وعربيا، بل هو مهمة مستحيلة .

ولكن الدلال الاسرائيلي على الادارة الاميركية لا يتوقف عند حد ، فتل ابيب تريد استغلال الخلافات الروسية الاميركية حول المسألة الاوكرانية لصالحها ، فهي تريد جر واشنطن للرد على ضم شبه جزيرة القرم في الشرق الاوسط ، وبالتحديد في سوريا وايران ، فالحكومة الاسرائيلية تريد التصعيد ضد البلدين ولا نستبعد ان تقوم بمغامرة عسكرية تشعل المنطقة كلها ، في اية لحظة ، رغم ادراكها ان الظروف الاميركية الاقتصادية ، وحتى السياسية ، لا تسمح لادارة الرئيس اوباما بشن في حرب اميركية جديدة بالمنطقة .

والهدف الاسرائيلي ، او النوايا الاسرائيلية ، من اشعال المنطقة ، هوخلط الاوراق واعادة الامور الى بداياتها ، بالنسبة للمفاوضات على المسار الفلسطيني ، وفي ظل تحرك المجتمع الاسرائيلي بكامله نحو اليمين ، فالقيادة اليمينية المتطرفة تعتقد ان قيام الدولة الفلسطينية يهدد وجود اسرائيل ، لأن هذه القيادة عالقة فالتاريخ والخرافة ، لذلك لا تريد حل الدولتين ، وكل جهودها تنصب على نسف المفاوضات ، او اجبار القيادة الفلسطينية على القبول بالشروط الاسرائيلية ، اي منح السلطة صلاحيات بلدية اقرب الى الحكم الذاتي ، تحت اسم دولة فلسطينية .

اما بشأن المساعي الاسرائيلية الى التصعيد مع ايران فهي تريد ايقاف او عرقلة الحوار الايراني الاميركي الغربي حول الملف النووي الايراني ، واعادة حالة التوتر ، او حتى حالة التصعيد نحو الصدام او الضربة العسكرية ، والثابت ان هناك داخل الولايات المتحدة يوجد من يشارك اسرائيل جهودها في هذا الاتجاه ، خصوصا اللوبي الصهيوني والمحافظين الجدد في قيادة الحزب الجمهوري وبعض اعضاء الكونغرس من المناصرين لاسرائيل.

امام هذه التطورات والمستجدات نرى ضرورة اعادة البوصلة العربية باتجاه القضية الفلسطينية التي هي القضية الجامعة لكل العرب ، كما نطالب بالعودة الى مشترك اللغة والتاريخ والمصير ، من اجل العودة الى التاريخ ، الذي تسعى اسرائيل الى احتلاله بعدما احتلت الارض وعملت على طرد القضية الفلسطينية من الذاكرة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.