صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أي مستقبل افضل؟!

0

تابعت اعمال مؤتمر القمة العربية في الكويت الذي انعقد تحت شعار جميل يقول:” التضامن من اجل مستقبل افضل “. الحقيقة ان امتنا العربية لم تكن احوج الى مثل هذا الشعار في اي زمن مضى اكثر من حاجتها اليه اليوم . لأننا عندما نفتح النافذة الزمنية على المستقبل العربي لا نرى سوى الصحراء والعتمة والخشية من الاتي الاصعب الاسود الحالك.

هذا المشهد العربي المقلق الغامض ، يعود بذاكرتي الى ما قاله لي المغفور له الملك الحسين عندما اجاب على سؤالي في مؤتمر صحفي عقده عقب زيارة السادات للقدس في العام 1977، وكنت موفد مجلة المستقبل اللبنانية الباريسية :” الله يعيننا على المستقبل يا اخ محمد”..الحقيقة ان رؤيته كانت مفتوحة على المستقبل البعيد . فمنذ زيارة السادات للقدس ، وبعدها معاهدة كامب ديفيد ، اصبحت عناصر الفرقة اكثر من عناصر جمع شمل العرب .

والواقع العربي الان هو الاسوأ في التاريخ الحديث ، لذلك لانرى بصيص امل في آخر النفق ، بل تزداد الامور تعقيدا ، عبر خلق عدو بديل ، وصراعات وحروب عربية مصطنعة هدفها تفكيك الدول العربية ، على قاعدة الصراع العرقي والطائفي، وهي العملية التي بدأت باحتلال العراق ، ولكننا لا نعرف أين ستتوقف او تنتهي .

لذلك لا ارى اي اختراق حدث في مؤتمر القمة ، فقد تم ترحيل الازمات والخلافات العربية الى المؤتمر القادم في القاهرة ، حتى بالنسبة للقضية الفلسطينية ودعم اهل القدس عبر صندوقها العربي الخاص ، اصبح الحماس والكلام مكررا، وقد يكون السبب ان الادارة الاميركية قد مارست ضغطا ، من تحت طاولة المؤتمر ، كما يذاع ويشاع.

لقد جاء في كلمات القادة ان لا حل للنزاع الدامي في سوريا الا بالطرق السلمية عبر الحوار ، وهنا نتساءل : هل تملك الجامعة الدول العربية القدرة والسيادة والاستقلالية التي تمكنها من رعاية مثل هذا الحل ، بوجود اطراف عربية ودولية قادرة على عرقلته وتعطيله؟

الجواب على هذا التساؤل موجود على طاولة اجتماع القمة العربية ، وداخل المشهد العربي الواضح ، الذي يقودنا الى التشاؤم ، لأن عناصر الخلاف والاختلاف والفرقة متوفرة بكثرة غالبة غلى اي جهد للمصالحة او الاتفاق والتوافق . والحقيقة ان المشكلات والازمات الموجودة على الارض في العراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس والصومال ولبنان والسودان ، وقد اكون قد نسيت اقطارا عربية اخرى ، هي مشكلات معقدة صعبة على الحل ، يعجز امامها اي مؤتمر او جهد عربي ، بسبب تدخل وضغوط تمارسها اطراف اجنبية مصالحها متداخلة متشابكة مع الواقع الجديد في المنطقة العربية ، وهي تعمل بالتالي من اجل مصلحة اسرائيل .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.