صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الرهان على الانقلاب استثمار فاشل

0

خاص بصحيفة المقر

اذا كان الحكم بالاعدام على 529 معارضاً لحكم الإنقلاب العسكري في مصر بهذه السرعة وبتلك الطريقة غير المسبوقة ليس كافياً للدلالة على طبيعة الحكم الدموي الارهابي فليس يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دليل.

بعد كل الحرائم التي ارتكبها الانقلاب ليستكمل خطة المستقبل الانقلابية بتنصيب السيسي فرعونا جديداً لمصر وعندها سيَحشُر الناس ويقول لهم:َ “يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ” وإذا كانت انهار المياه التي جرت من تحت اقدام الفرعون القديم فان السيسي يعلم ان انهارا من الدماء لا بد ان تسيل قبل ان ينادي ويقول: “انا ربكم الاعلى”.

يخطئ من يتوهم او لا زال يظن ان الانقلاب -الذي يحلو للبعض ان يصفه بثورة شعبية- يستهدف (الإخوان المسلمين) دون سواهم, أو ان السيسي منقذا لمصر من اخطار التجزئة والتقسيم, فالدولة المصرية زمن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي كانت تقارن بتركيا فيما مصر اليوم تقارن بسوريا, واذا كان البعض يشكو من ضعف النمو والتنمية, فلا مجال للشك بان مصر اليوم يخيم عليها شبح الحرب الاهلية وكابوس الانقسام الحاد, وتعيش حياة اصطناعية, وفي غرفة الانعاش, مصر اليوم تفتقد للأمن والاستقرار, ودون اقتصاد (لا كهرباء ولا سياحة ولا صناعة ولا حريات), مصر تنحدر الآن بسرعة نحو الفشل والافلاس وربما التقسيم والتجزئة.

اقصاء الجميع نتيجة طبيعية للانقلاب والدور قادم لا محالة, فطبائع العسكر في الحكم دموية بامتياز, وليس في اقطاعهم مكان الا للعبيد, واما الأحرار فمكانهم في السجون او في القبور, وما حكم الاعدام بالأمس الا وجبة من وجبات الدم الذي يقتات منه الحكم الجديد .

لكل طاغية في القتل طريقة فمنهم من يقتل شعبه بالكيماوي او بالبراميل المتفجرة ومنهم من يقتل بالإعدام, والسجن وقتل الحرية, واي حكم يقوم على هذه الاركان لا مستقبل له, والحقيقة التي لم يدركها اصحاب القرار في الوطن العربي ان المخرج الآمن من الانسداد والاستعصاء لا ولن يكون, من خلال القمع والاستبداد والحديد والنار.

فلكل شيء اذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان.

وقواعد المعادلة تغيرت بالتاكيد, والشعوب العربية التواقة للانعتاق والحرية كسرت كل حواجز الخوف, وتريد ان تكون شريكة في صياغة المستقبل وصناعة القرار, ومن اراد ان يصنع الامن الاهلي والسلم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والرفاه, فلا يبدد الجهود والاموال في دعم المغامرات الانقلابية العابثة, وانما يبحث عن مخرج آمن للازمة التي نتجت عن اقصاء الارادة الشعبية.

هناك من تورط بدعم الانقلاب ويراهن على قدرته بالسيطرة والتحكم, ولكن هذه الرهانات فاشلة واستمرار الدعم المالي والمادي والمعنوي, لن يفضي الى الا حسرة الخسارة المتتالية, واما النجاح المنتظر من هذه الحالة فهو السراب والخراب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.