صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الاهتمام عربي.. والازمة في اوكرانيا!!

0

وقع الرئيس الروسي بوتن على اتفاق ضم شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبل الى روسيا دون تردد ، ودون التوقف عند التهديدات الاميركية الاوروبية بفرض عقوبات اقتصادية ، او ان موسكو ستدفع ثمن مبادرتها بضم القرم .
بالمقابل وقع رئيس الحكومة الاوكرانية ياتسنيوك اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي كرد اولي على القرار الروسي .
ولكن اللافت ان هذه الاتفاقية لا تغطي كل احتياجات اوكرانيا بل توقفت عند الشراكة السياسية دون التطرق الى الوضع الاقتصادي ، فقد اكتفى قادة الدول الاوروبية بتقديم الوعود بدعم كييف ماليا واقتصاديا ، بانتظار تصحيح واقعها الاقتصادي مع شروط البنك الدولي للشروع بتقديم القروض .
وعندما قال الرئيس بوتن ان الدول الاوروبية تجاوزت الخطوط الحمر في اوكرانيا ، لاقترابها من البيت الروسي ، ورد عليها باتخاذ قرار ضم القرم ، رد عليه قادة الدول الاوروبية بالقول ان ضم القرم خط احمر ، ولوحوا باتخاذ عقوبات اقتصادية قاسية تؤدي الى عزل روسيا دوليا.
ولكنهم تراجعوا خطوة الى الوراء واكتفوا بالتوقيع على اتفاقية الشراكة السياسية مع اوكرانيا ومجرد التلويح مرة اخرى بالعقوبات ، في حال قامت موسكو بزعزعة امن واستقرار اوكرانيا، مع اضافة اسماء روسية جديدة على اللائحة السوداء.
الحقيقة ان الدول المستقلة ، والتي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي قبل الانهيار الكبير ، ما زالت تعتمد على الغاز الروسي والتعامل التجاري مع دول الكتلة الشرقية .
وفي مقدمة الدول الشرقية التي تعتمد على الغاز الروسي كمصدر للطاقة هي اوكرانيا وجورجيا ودول البلطيق وبعض الدول الاوروبية . لذلك استخدمت موسكو ورقة الطاقة (كارت احمر) رفعته في وجه قادة الاتحاد الاوروبي ، واجبرتهم على عدم اللجوء الى استخدام العقوبات الاقتصادية في المواجهة القائمة، حيث اكتفتوا باطلاق التهديدات المشروطة المرتبطة بزعزعة الاستقرار في اوكرانيا.
وبعد هذه القرارات التي حاولت فيها الدول الاوروبية حفظ ماء الوجه ، وعد الرئيس الاميركي بالعمل على عزلة روسيا دوليا ، ولكن وزير خارجية موسكو لافروف رد قائلا بأن اي محاولة لعزلة روسيا ستصل الى طريق مسدود . كما صرح اكثر من مصدر روسي بأن لدى موسكو ما تفعله وترد به على الموقف الاميركي الاوروبي ، ان كان على صعيد العزلة او على مستوى العقوبات .
والحقيقة ان التطورات المتسارعة على الجبهة الاوكرانية ستلقي بظلالها على المنطقة ، وهذا هو مصدر الاهتمام العربي بالازمة في اوكرانيا ، خصوصا في الوقت الذي بدأ فيه بناء نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب فيه شيء من العدالة ، وخصوصا ان العلاقات الروسية العربية بدأت تتشكل من جديد ، بحيث كنا نتوقع ان تتحول روسيا الى مصدر للقمح والسلاح والدعم السياسي لقضايانا العربية من خلال استعادة دورها الفاعل والمهم على المسرح الدولي، في وقت تحولت فيه القروض والمساعدات الاميركية الى سيف مسلط على رقاب الدول العربية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.