صحيفة الكترونية اردنية شاملة

كل الاحتمالات واردة ..

0

قررت الولايات المتحدة تمديد المفاوضات على المسار الفلسطيني الى اشعار آخر ، وبلا تحديد سقف، وهو وعد اوباما لنتنياهوخلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة ، وهو القرار الذي ابلغه الرئيس الاميركي للرئيس محمود عباس ، وعلى اثره طالبت السلطة بتنفيذ المرحلة الاخيرة من اتفاق اطلاق الاسرى الفلسطينيين كجائزة ترضية.

الثابت انه لم يحدث اي اختراق حقيقي على المسار الفلسطيني ، خلال المحادثات في واشنطن ، بل على العكس فهناك من يعتقد ان واشنطن تراجعت خطوة الى الخلف ، بحيث لن يطرح وزير الخارجية الاميركية جون كيري اطار العمل الذي وعد بتقديم تفاصيله على طاولة المفاوضات. وهذا يعني ان واشنطن منحت نتياهو فرصة اخرى للاستمرار في لعبة القفز عل حبل الواقع والتاريخ ، ويمارس مراوغة الثعالب التي يتقنها جيدا.

بالمقابل مارست واشنطن ضغوطها على الرئيس الفلسطيني ، وهي الضغوط الاميركية التي كانت ، ولا تزال، بمثابة السيف المسلط على رقاب القيادات الفلسطينية ، ولا ندري اذا كان (ابو مازن ) يملك القدرة والارادة للصمود امام الضغط الاميركي الهائل والمتواصل الساعي لفرض الشروط الاسرائيلية على المفاوض الفلسطيني.

بالرغم من كل ما حدث ويحدث ، لا اعتقد ان اي طرف في السلطة الفلسطينية يملك الجرأة والقدرة على القبول بيهودية دولة اسرائيل ، لأن ذلك يعني تحويل فلسطين التاريخية دولة يهودية لكل يهود العالم ، والاخطر انه يعني الاعتراف بتحويل اليهودية من الى دين الى قومية ، وهو هدف الحركة الصهيونية الازلي.

نحن على يقين بأن اسرائيل تسعى الى كسب المزيد من الوقت لتنفيذ مشروعها الاستيطاني التهويدي ، ولكن هذا الواقع يجب ان لا يكون عنصر ضغط على المفاوض الفلسطيني ، لأن بامكان السلطة الفلسطينية ان تلوح بخيارات اخرى تجعل من الاحتلال اكثر كلفة . اضافة الى ان اسرائيل تواجه حصارا خفيفا في بداياته ولكنه يتصاعد بحيث تخشى تل ابيب المزيد من العزلة الدولية لأن الرأي العام العالمي بدأ يسأل عن الدولة الفلسطينية وعن حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره.

والحقيقة التي يجب ان تعرفها القيادة اليمينية في اسرائيل ان الوقت لا يتسع للحرب والسلام معا ، كما ان المنطقة لا تقبل الا بحل الدولتين على قاعدة السلام العادل . والدليل على ذلك ان نتنياهو ، وبعدعودته من واميركا مباشرة ، واجه ازمة جديدة تتمثل بسخونة الاجواء المتوترة على كل الجبهات المحيطة باسرائيل .

هذه الازمة القديمة الجديدة ، اشتعلت على الحدود مع قطاع غزة ، ثم امتدت الى الحدود الشمالية مع لبنان ، ثم انتقلت الى جبهة الجولان . فالحزام المشتعل يزنر اسرائيل من كل الجهات الان ، وان كانت المواجهة مع غزة هي الاكثر حدة وسخونة . فرئيس حكومة اليمين الاسرائيلي نتنياهو يسمع الاصوات التي ترتفع اليوم تطالب باعادة احتلال القطاع ، ولكنه ، حتى هذه اللحظة ، يكتفي باطلاق التهديدات بالرد القاسي على اطلاق الصواريخ ، الا ان قيادته العسكرية تدرس الثمن الذي ستدفعه اسرائيل في حال اجتياح القطاع ، او شن حرب جديدة محدودة على غزة. وهذا يعني ان الابواب مفتوحة على كل الاحتمالات .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.