لسنا كذلك!
لفت انتباهي خبر نشر في كواليس “المقر” يفيد بأن جهات رسمية بدأت التحقيق مع شخصية استثمارية أجنبية جدلية مطلوبة لجهات دولية ومختصة في قطاعات العقارات والإنشاءات والإعلام وحتى المالي…ووصف الخبر هذا المطلوب بشخصية “رفيعة المستوى”…حيث ذكر في تفصيله : أن الجهات الرسمية قامت بالتحقيق مؤخرا مع هذه الشخصية (رفيعة المستوى) لمدة استمرت أسبوعا كاملا قبل إخلاء سبيله، وسيستمر التحقيق حول نشاطه الاستثماري في المملكة والذي تدور حوله العديد من إشارات الاستفهام.
سؤالي…ترى من الذي أعطى هذا “ألفاسد” الدولي كل هذه “الرفعنة” في المستوى ؟ كيف وصل الينا ؟ من استقبله ومنحه كل هذا الحجم من النفوذ برغم تاريخه الفاسد ؟ من الذي البسه عباءة المستثمر على قفازات اللصوصية؟..وأين هي الأخلاق والمسؤولية الأدبية – ناهيك عن اتفاقيات التسليم- التي يجب ان تتحلّى بها الدول الشقيقة والصديقة والزميلة حتى فيما بينها؟؟…
شخصية رفيعة المستوى؟؟ يعني أنها أصبحت من علية القوم، ومحمية من علية القوم، ومقربة من علية القوم، تستثمر وتشارك ، وتتنزه وتصادق الشخصيات والرموز الوطنية ، رغم معرفتهم التامة بتاريخها الملّوث حتى العنق بالاختلاس والتجارة المحرمة وسرقة المؤسسات في بلدها الأصلي…لماذا يصرّ مسؤولونا أن يشوهوا تاريخ شعبهم الأصيل، ويقومون بــ”تلفية” كل مطارد ومطلوب وفار من وجه العدالة ما دامت تفوح منه رائحة “الدولار” ..لماذا يصر المسؤولون على جعل هذه البلد مكبّ “نفايات” بشرية من كل بقاع الأرض من زعماء وأعضاء مافيات وسرّاق بنوك ملاحقين دولياً على قضايا مالية تقدر بالمليارات، لماذا يصرّ المسؤولون في بلدنا أن يجعلوا الوطن “طشت” غسيل للمال القذر الذي يأتينا من كل حدب وصوب ولا ينفع الا نفسه ولا يطمئن الا لتخمة الرصيد الشخصي فقط والحماية “رفيعة المستوى” ، ومع ذلك .. نسيّده ونفرش له الأرض سلطة ونفوذا…
لماذا تصرّون في كل مرة على ان تضعوا فينا ما ليس فينا ، نحن لسنا كذلك،لا طبائعنا ولا شيمنا البريّة النقية كذلك….بصراحة ، لقد دنئت نفوسكم كثيراً كثيراً…
**عجبي ، كيف لمن لم يحمِ نفسه من نفسهِ…أن يحمي نفسه من غيره!..
أحمد حسن الزعبي