صحيفة الكترونية اردنية شاملة

احياء مشروع تقسيم العراق!!

0

حكومة المالكي في بغداد وجدت نفسها بين نارين ، او بين مطرقة انتفاضة الانبار في الغرب وسندان الاكراد في الشمال . والسبب يكمن في محاولة المالكي وكل الاحزاب المتحالفة المشي فوق حبل مشدود يستند على الخلافات الطائفية والعرقية ، وتخريب النسيج الاجتماعي المكون للشعب العراقي الواحد .

واليوم تواجه حكومة المالكي ، بل النظام العراقي بالكامل تحديات كبرى تهدد بتقسيم العراق على القاعدة الطائفية والعرقية . ففي الوقت الذي كان فيه الجيش العراقي الجديد يخوض معركته الكبرى ضد الفصائل المسلحة في محافظة الانبار ، تحت شعار محاربة الارهاب ، اطل رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ليلوح بالقوة ويعلن في وجه المالكي ان ” اقليم كردستان اقوى عسكريا واقتصاديا من العراق ” ، وهو التلويح بالقوة باسلوب غير مسبوق، وبلهجة متشددة لم تسمعها الحكومة المركزية في بغداد من قبل .

وتأتي رسالة برزاني الموجهة الى المالكي وما يمثله في بغداد ، بعد سلسلة قرارات واجراءات اتخذها البرزاني في الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي ، اعتبرتها حكومة المالكي بمثابة الاعتداء على سلطة وصلاحيات الحكومة المركزية : لقد قرر البرزاني تصدير النفط دون علم وسلطة الحكومة في بغداد ، وهدد بمنع تصديرالنفط العراقي عبر اراضي الاقليم ، وأكثرمن ذلك فقد لوح بقطع المياه . وكان قد اعلن في وقت سابق تحويل قضاء حلبجة الى محافظة رابعة، وبذلك اصبح اقليم كردستان يتكون من اربعة محافظات هي اربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة ، وهو الاجراء الذي رفضته الحكومة العراقية واعتبرته مخالفة دستورية .

والمعروف ان اقليم كردستان يتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1970 وهو المشروع الذي انهى حالة القتال بين الجيش العراقي والاكراد التي دامت لعقود طويلة ، واصبح لاقليم الشمال علمه ونشيده واغانيه ولغته وسلطاته ، ولكنه ظل ضمن دولة العراق الموحدة ارضا وشعبا . الا ان الاحزاب الكردية اتخذت خطوات الى الامام اكثر من حدود وبنود الحكم الذاتي بعد عاصفة الصحراء ، اتبعتها بخطوات اوسع بعد احتلال بغداد .

فقد وجدت الاحزاب الكردية ان اللحظة التاريخية نضجت ، فسعوا الى مكاسب اكبر عبر الخلافات بين السنة والشيعة ، وحل الجيش العراقي واجتثاث البعث وتخريب النسيج الاجتماعي العراقي وتفكيك الدولة بكاملها ، فنجح الاكراد برفض ارادتهم وحكموا الاقليم الشمالي الكردي ، ثم اخذوا حصتهم في الحكم المركزي في بغداد ، وتم التقاسم بين الحزبين الكرديين فصار البرزاني رئيسا لكردستان العراق كما اصبح طالباني رئيسا لدولة العراق ، اضافة الى جائزة الترضية وهي وزارة الخارجية التي شغلها زيباري.

هذا الواقع الجديد يكشف عن نوايا انفصالية دفعت برزاني الى التصريح بأن اقليم كردستان اقوى من العراق ، والى التلويح بمنع تصدير النفط العراقي عبر الشمال والى التلويح باستخدام ورقة المياه . والحقيقة ان الاحداث المتسارعة وعجز الدولة عن ايجاد حلول لمشكلاتها الداخلية تعيد انعاش مشاعر الانفصاليين ونواياهم ، وبالتالي اعادة ادخال العراق الى مشروع التقسيم والتفكيك ، الذي خططت له الولايات المتحدة قبل اعوام طويلة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.