صحيفة الكترونية اردنية شاملة

استشهد على مشارف الحلم ..

0

لا اعرف القاضي الفاضل الشهيد رائد زعيتر ، وما رأيت ذلك الطفل الذي اغتالته بندقية الجندي الاسرائيلي يوما ما ، ولم اشاهد شجرة الزيتون التي قطعها مستوطن يهودي في الضفة المحتلة ، ولكني اعرف ان المشهد الفلسطيني قد اتضحت معالمه وتفاصيله امام الرأي العام العالمي الذي بدأ يستعيد وعيه وضميره ، وبات يسأل عن حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته المستثقلة .

اسرائيل التي كانت ، ولا تزال ، تعاني من ازمة وجود ، تعاني الان من عقدة العزلة ورهبتها ، والتي حذرمن اتساعها وزير الخارجية الاميركية وبعده الرئيس اوباما الذي اعاد ذات الكلمات على مسمع نتنياهو خلال زيارته الاخيرة لواشنطن. لذلك نرى الجندي الاسرائيلي يقف في موقعه واصبعه على الزناد مستعد للقتل فورا ، كما هو مستعد لاطلاق النار حين يهتز غصن شجرة لأنه مرعوب وحاقد على البشر والحجر والشجر في فلسطين .

لقد ارتكب جنود الاحتلال جريمتهم ، وهم يعرفون ان ليس هناك استجواب او حساب او ملامة او عتاب ، كما يعرفون انهم يخدمون تحت قيادة هي على استعداد لتغطيتهم وتبرئتهم ، وربما منحهم الاوسمة . لذلك يجب ان يكون الموقف الاردني الرسمي متكامل مع الموقف الشعبي ، ويعبر عن نبض الشارع ، وبشكل يتناسب مع كرامة الوطن والمواطن، رغم معرفتنا انها لن تكون الجريمة الاولى او الاخيرة ، كما هو ليس الخرق الاسرائيلي الاول لاتفاقية وادي عربة ، فهناك الاعتداء اليومي على المقدسات الاسلامية في القدس المحتلة ، رغم معرفة قوات الاحتلال ان الولاية على المقدسات هي ولاية اردنية هاشمية .

فالاعتذار الاسرائيلي على اغتيال الشهيد القاضي الفاضل رائد زعيتر لا يكفي ، لأن اغتيال القاضي الاردني الاعزل جريمة عنصرية كبيرة وخطيرة ، وقد ارتكبها جنود الاحتلال سود القلوب المليئة بالعتمة والحقد ، عن قصد وتصميم واصرار، كما تبين تفاصيل الحادث الغادر. لذلك ينتظر الناس فعل اردني عقابي يكون في مستوى الحدث ، بحيث يكون الرد المقنع الكافي لتهدئة خواطر المجتمع الاردني الغاضب ، لأن الاعتذار غير كاف من دولة عنصرية فقدت القيم الانسانية ، كما فقدت العنصر الاخلاقي في سلوكها وممارساتها ضد الشعب الفلسطيني .

القاضي الشاب استشهد على حدود الحلم ، فكان الورد الذي دافعه عن كرامته وانسانيته وقوميته ، وكان الصرخة المدوية ضد تهويد القدس المحتلة …له الرحمة وله المجد .

ز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.