صحيفة الكترونية اردنية شاملة

خبز وورد!!

0

احتفلنا باليوم العالمي للمرأة ، مثل كل الدول والامم ، ولكن الغالبية الاعظم لا تعرف معنى هذا الاحتفال ، ولا تدرك مضمونه السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وهذه الغالبية لا تعرف ايضا ان معظم الدول التي وقعت على الاتفاقية الدولية التي اقرتها الامم المتحدة في العام 1979 لم تلتزم بتطبيق كل بنودها وخصوصا ما يتعلق بالقضاء على كل اشكال التمييز ازاء المرأة وحقوقها . وهي الاتفاقية التي دخلت حيز العمل بها في العام 1981 بعدما ابرمتها في البداية 20 دولة ، الى ان ابرمتها كل دول العالم سوى خمس دول منها الفاتيكان وايران والسودان .

والاحتفال بعيد المرأة او اليوم العالمي للمرأة لم يتحقق بقرار من حاكم او منحة من الرجل او هبة من الامم المتحدة ، بل هو نتاج زمن طويل من النضال ، عبر مسيرة طويلة من التطورات والمتغيرات والاحداث المتلاحقة .

هناك رواية بأن تحديد الثامن من آذار بدأ من الولايات المتحدة وبالتحديد من نيويورك . حيث خرجت مسيرة حاشدة في الثامن من آذار عام 1908 نظمتها عاملات النسيج حيث خرجن الى الشارع في مسيرة ضخمة حملن فيها قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورد تحت شعار “خبز وورد” . طالبت المتظاهرات بتخفيض ساعات العمل ومنح المرأة حقوقا سياسية ومنها حق الاقتراع .

اما في الاتحاد السوفياتي فقد تم الاحتفال بيوم المرأة في الثامن من آذار عام 1932 باعتباره ثورة المرأة على عبودية المطبخ والاستبداد. وفي العام 1945تم عقد اول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس . وهو المؤتمر الذي اعتبر خطوة عملية جادة من اجل تمكين المرأة ومنحها حقوقها .

رغم كل ذلك لم تعترف الامم المتحدة بيوم المرأة في الثامن من آذار سوى في العام 1977 حيث اعلنت تبنيها لهذاالمناسبة ، بعد الاتفاق الدولي على تخصيص هذا التاريخ رسميا للاحتفال بالمرأة. ولكن الثابت ان المرأة التي تحتفل بعيدها او يومها العالمي ما زالت تعاني من التمييز والاضطاد وتواجه الاقصاء والاستبداد والعنف الاسري ليس في المجتمعات المتخلفة ، مجتمعات الرجل المريض ، بل في الدول المتقدمة ، والدول التي وقعت على كل المعاهدات والعقود والاتفاقيات الدولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.