صحيفة الكترونية اردنية شاملة

‘حظر حماس’.. كيف يدير الاردن الازمة؟

0

يقال إن الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة افرزت تحديات خطرة على المملكة “داخليا وخارجيا”، لكنها تحديات خبرت الدولة مثلها الكثير في الماضي. الدولة التي تمتلك “سيرة ذاتية” مهمة في إدارة الأزمات فهل هذا صحيح؟
لن يكون السؤال عن ما الذي ينتظر حماس اردنيا بعد القرار المصري بحظر حركة المقاومة الاسلامية حماس باعتبارها منظمة ارهايبة دقيقا بقدر السؤال عن الشكل الذي ستتعامل معه السياسة الاردنية مع هذا القرار.
بالتأكيد القرار المصري ليس مصريا بقدر ما هو سعودي إماراتي، أو هذا ما يراه جمهور كبير من المراقبين. واذا ما صحّ ذلك، فإن ذلك يعني بالضرورة ان القرار في العين الاردنية اقتصادي اكثر من كونه سياسيا. اقتصادي لأن عمان لا تستطيع اليوم ان تذهب بشوط ممانعتها الرؤية السعودية الإماراتية حتى آخر الشوط. نعم، ستحتفظ بشيء من الخصوصية، لكنها خصوصية ناقصة. والى شيء من هذا يشير ما يجري للعلاقات السعودية القطرية من توتر. توتر حمل عنوان ابلغته الرياض للدوحة مفاده: “من ليس معي فهو ضدي”.
إذا كان المثل الذي يقول إن المصائب لا تأتي فرادى غير صحيح، فإنه ينطبق على الحالة الاردنية بالتأكيد، هذه الفترة.
هذا ما يواجه المملكة اليوم:
– حالة اقتصادية متردية غير مسبوقة.
– تهديد أمني جدي شمالا حيث سوريا، وتوقع تفاقم المعارك العسكرية في جنوب سوريا.
– دخول مئات الالف من اللاجئين السوريين الى اراضيه.
– نظام سوري دموي لا يكف عن تهديد المملكة ومعارضة سورية لا تنظر الى الاردن بود بينما ينظر الاردن الى جزء منها انها ارهابية.
– تهديد أمني شرقا حيث العراق.
– تفاقم فوضى الملف المصري وانضمام السياسة الاردنية جبرا لمحور السعودية الامارات اللتان تبدوان اليوم اكثر تطرفا في سياستهما ضد جماعة الاخوان التي وجهها الاردني الاقوى شعبيا.
– ما تفرضه المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية من مخاطر على وجود الدولة بشكلها السياسي الحالي.
– المتغيرات المجتمعية الداخلية التي افرزتها الصعوبات المعيشية للناس.
– حالة الصراع الصامت بين المعارضة والنظام السياسي، ومراوحة ملف الفساد.
هذا واكثر منه ايضا.
إذاً؟
وسط كل هذا يتموضع القرار المصري بأن حركة حماس ارهابية.
مدير مركز دراسات الشرق الاوسط جواد الحمد يقول: لا اعتقد ان وضع حماس سيء اردنيا، فالحركة لم تتدخل بالشأن الداخلي الاردني. وهذا فقط الخط الاحمر اردنيا.
“في قرارهم زعم المصريون ان حماس بالتدخل في الشان الداخلي”، وهو أمر يخص مصر. يقول الحمد، مضيفا، “لم نلحظ اي اشكالية بين الاردن وحماس رغم ان حماس مثلا ضد التسوية السياسية والاردن مطلوب منه ان يكون مع التسوية الا ان الرسمية الاردنية تتواصل مع حركة حماس”.
لا يتوقع الحمد اية سياسات اردنية جديدة ضد حركة حماس، بل إنه يقول إن المملكة رحبت بزيارة رموز وقيادات حماس للاردن دون ان يسبقها ترتيبات خاصة.
بل إن رؤية مدير مركز دراسات الشرق الاوسط يرى ان القرار المصري يحمل من الخطورة ما يجعل من الصعوبة بمكان ان ينفذه كثير من الدول.
بينما يأمل استاذ العلوم السياسية الدكتور احمد سعيد نوفل “ان لا ينتقل ما حدث بمصر بشان الموقف من حركة حماس للاردن.
ويقول: لا اعتقد ان يحدث بالاردن مثل ما حدث بمصر المشهدين يحملان حسابات مختلفة.
وكما الحمد يقول د. نوفل إن التواصل بين الحركة والمملكة مستمر.
“إن المعادلات الاردنية الداخلية تفرض على صانع القرار التعامل مع كل مكونات الملف الفلسطيني بحذر شديد”. يقول د. نوفل.
ويستشهد استاذ العلوم السياسية بالضغوط التي تعرض لها الاردن في الملف السوري وهي من ذات الجهات التي تضغط عليه اليوم لكنه في الاولى نجح في الانعتاق واقناع الضاغطين عليه بخصوصيته، وذات القصة ستتكرر اليوم بالملف الفلسطيني.
لكن ما يرتاب منه د. نوفل هو ضعف النظام المصري الذي يريد تصدير مشاكله الى الخارج.
صحيح ان هذا القرار المصري يشبه الى حد كبير قراره بان جماعة الاخوان حركة ارهابية وهو ما لم يعن اردنيا شيئا، لكن ما يخيف فيه مؤشراته التي تقول ان الازمة في مصر كرة نار ما زالت تتمدد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.