صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الانقلاب بين الولادة والوفاة

0

خاص بصحيفة المقر

القرارات التي صدرت اليوم عن احدى محاكم القضاء المصري بحظر انشطة حركة حماس والتحفظ على مقراتها بالاضافة الى محاصرة غزة واغلاق معبر رفح وتدمير الانفاق واعلان حرب اعلامية شرسة ضد القضية الفلسطينية وتشويه مكانة المقاومة, لم تصدر عن نظام حسني مبارك – الكنز الاستراتيجي – ” “لاسرائيل ” .

فهل بقي ما يستر عورة الانقلاب العسكري في مصر ؟ الذي كشف عن الهوية الحقيقية لطبيعته وتوجهه ؟

هل ثمة من يجادل اليوم بان الانقلاب كان استجابة لحركة الملايين الموهومة والمزعومة من ابناء الشعب المصري ؟!!!!, مجافاة للبصمة الصهيونية التي ينتمي لها الانقلاب, بعد ان انفضح الدور الوظيفي الابرز واسفر عن طبيعة العلاقة الحميمية المتميزة بينه وبين العدو الصهيوني, اكثر مما كانت عليه ايام حسني مبارك ولذلك فهم يصلَون من اجل بقائه واستمراره ونجاحة.

هذا التطور الجديد الذي يتزايد يوما بعد يوم ويكشف عن طبيعة النظام الممسك بتلابيب الحكم المصري ليس للتداول وابدأ الراي فقط ولكن المطلوب من القوى والتيارات السياسية التي وقفت مع الانقلاب ان تحدد موقعها وموقفها خاصة بعد ان فشلت تلك القوى في امتحان الدولة اليمقراطية والمدنية واختبار الحريات العامة والاستقواء بالعسكر لحسم التنافس السياسي المدني, وهي اليوم معرضة لامتحان قومي ووطني بامتياز ان تنقلب على تاريخها وثوابتها وان تبقى في هامش الديكور السياسي الانقلابي, او ان تجري مراجعة عميقة وتتبرأ من تلك الانتهازية السياسية والخطيئة الانسانية؟!!

لم يكن الانقلاب استجابة لحركة الشارع المصري, ولا من اجل انقاذ مصر, ولم يات لاستكمال ثورة 25 يناير بل جاء اجهاضاً لها, وقطعاً لطريق استكمال مسارها.

بكلمة لم يكن الانقلاب بسب مسار سياسي فاشل قاده الرئيس الشرعي المنتخب ” د. محمد مرسي” في ادارة الدولة المصرية, ولكن السبب الحقيقي للانقلاب بسبب النجاح بالتاسيس لانموذج الحكم الرشيد الملتزم بالحقوق الوطنية والقومية واستحقاق القضية الفلسطينية واطلاق الحريات وامتلاك القرار بمعزل عن مصالح قوى الاستعمارية, لانها قصة نجاح متميزة لم تحتملها القوى الاستكبار العالمية ولا فلول النظام السابق فكان الانقلاب تعبيراً عن فشل المواجهة المدنية الديمقراطية واللجوء لاستخدام القوة العسكرية .

كان الصراع ولا زال بين الدولة العميقة التي يتغلغل في مفاصلها اصحاب المصالح والنفوذ والمستندة الى الدعم الخارجي “الصهيواميركي” من جهة وبين ارادة الشعب المصري في التحرر والاستقلال الناجز من جهة اخرى.

تحالف الفاشلين والمتضررة من تحرر ارادة الشعوب هي التي كتبتب شهادة الولادة للانقلاب, فهل يمكن للقوى الو طنية ان تكتب شهادة الوفاة لهذا الانقلاب؟ .

السؤال برسم الميدان المصري المتمرد على القمع والتنكيل والسجون والمعتقلات والتعذيب, والشعب المصري المنتفض وبازدياد قادر على الاجابة على السؤال وان يرسم الواقع ويصوغ المستقبل وحتى يتحقق ذلك فنحن امام معاناة مستمرة تحتاج الى صبر وعزم وتصميم, اذ ان الحرية ميلاد جديد ويصحبه مخاض اليم ولكنه سيسفر عن فجر جديد ومستقبل مشرق بهيج.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.