صحيفة الكترونية اردنية شاملة

المستثمرون يتجاهلون تحذيرات من تقييم مفرط للأسهم

0

بداية العام المؤلمة التي ترافقت مع مخاوف استمرت لفترة وجيزة بشأن الأسواق الناشئة، سرعان ما تحولت بسبب الخوف من تفويت المحطة التالية من ارتفاع سوق الأسهم الأمريكية المتفائلة، التي باتت على أعتاب الاحتفال بالذكرى الخامسة لصعودها المستمر.

وفي غضون أربعة أسابيع، انتعش مؤشر ستاندار آند بورز 500 بنسبة 6.5 في المائة، صعودا من أدنى مستوياته في وقت مبكر من شباط (فبراير) الماضي، حين بلغ 1740 نقطة، ليغلق عند مستوى قياسي مرتفع بلغ 1854.3 نقطة يوم الخميس. ويرى مستثمرون أن الطقس القاسي خلال الشتاء مسؤول بشكل كبير عن الأداء الضعيف الأخير الذي لخصته التقارير الاقتصادية، كما أن المستويات القياسية للأسهم تعكس التوقعات بحدوث تحسن في نشاط السوق خلال الربيع.

وبحسب المحللين والمستثمرين المتفائلين دوماً، ومع إصدار سلسلة من البيانات المهمة هذا الأسبوع، أبرزها تقرير الوظائف الأمريكية الشهري الرئيسي، من المرجح أن يستمر الطقس الشتوي في التأثير على الأرقام الراكدة.

لكن الخطر هو أن ذريعة الطقس البارد قد تصبح بلا قيمة حقيقية في الوقت الذي توجد فيه إشارات تدل على أن السوق المتفائلة أصبحت ممتدة جداً وأنها دخلت المرحلة الكلاسيكية الأخيرة من الإفراط.

وما وراء الأمثلة العديدة لصدمة الأسعار في الأسهم الأمريكية، مثل تداول “جوجل” بسعر 1220 دولاراً ونيتفلكس بسعر 450 دولاراً، فإن مؤشر التكنولوجيا الأحيائية الأمريكية، الذي تُثقله الشركات المتطورة في مجال البحوث والابتكارات الطبية – التي يُطلق عليها اسم “أسهم الأحلام” – قد ارتفع في الأصل 20 في المائة في الشهرين الماضيين، مضيفاً إلى اندفاع عام 2013 البالغ 66 في المائة.

ويساعد هوس حول أسهم التكنولوجيا الأحيائية في تفسير سبب تفوّق مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة بسهولة على كلٍ من مؤشر ستاندار آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي للشركات الكبيرة. وحتى الآن سبعة من الأسهم الثمانية الأفضل أداءً هذا العام هي للتكنولوجيا الأحيائية، على رأسها إنترسيبت فارما، التي ارتفعت أكثر من 500 في المائة منذ بداية كانون الثاني (يناير)، مدعومة بأخبار إيجابية حول تجارب الأدوية.

وهناك موجة عمليات الدمج والاستحواذ المحتدمة في مجال التكنولوجيا، مع استحواذ “فيسبوك” على “واتساب” مقابل 19 مليار دولار، الذي أشعل في حينه جدلاً حول التقييمات المنفلتة من عقالها في قطاع التكنولوجيا، التي تذكر الناس بالمراحل النهائية من طفرة الدوت كوم.

ويقدّر بانك أوف أميركا ميريل لينتش أن قيمة صفقات عمليات الدمج والاستحواذ في أمريكا الشمالية ستكون 1.5 تريليون دولار هذا العام، وهي الأقوى حتى الآن منذ عام 2007.

وكان الدور في الأسبوع الماضي لشركة تيسلا لتكون تحت الأضواء باعتبارها صانعة السيارات الإلكترونية – التي يُطلق عليها في بعض المحافل اسم “أبل للسيارات” – التي أعطاها بنك مورجان ستانلي سعرا مستهدفا يبلغ 320 دولاراً. وارتفعت أسهم تيسلا نحو 70 في المائة هذا العام، وزاد أكثر من الضعف منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، في الوقت الذي يتدافع فيه المستثمرون نحو الشركات التي تُبشّر بتحويل قواعد اللعبة.

وهنا تكمُن واحدة من أكثر الملاحظات إثارة للاهتمام، المأخوذة من سوق سيكون حلول تاريخ 22 شهر آذار (مارس) الجاري إيذانا بتجاوز مسيرتها الصاعدة المستمرة فترة شهيرة من الصعود المستمر دامت من عام 1982 حتى عام 1987.

والمراهنة على الشركات المرشحة للنمو القوي، والتطلع إلى الشركات المرشحة لعمليات الاندماج والاستحواذ، تعد إشارة إلى أن الثقة بآفاق السوق الواسعة بشكل عام لا تبدو وردية كما يعتقد بعضهم.

ورغم ثقة وول ستريت بالانتعاش في فصل الربيع، يحذّر بعضهم من أن الاقتصاد ليس مستعداً للتسارع بحدة، وهي نقطة تم توضيحها من خلال عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام، البالغة 2.65 في المائة، بانخفاض ملحوظ عن نسبة بلغت 3 في المائة في بداية العام.

ويقول لانس روبرتس، كبير الاقتصاديين في إس تي إيه لإدارة الثروات: “إن نفقات الاستهلاك الشخصي والدخل الشخصي بعد حسم جميع الضرائب شهدت تراجعا على مدى الأشهر الستة الماضية، وهي تشير إلى الضعف الكامن في الاقتصاد الأمريكي الذي لا علاقة له بالثلج أو البرد”.

ويمكن توقع بعض الانتعاش في الربيع بعد شتاء قاس إلى هذا الحد، لكنه ربما يخفق في تعطيل نمط النمو القائم على التوقف، ثم التحرك الذي شهدناه في السنوات الأخيرة. وبالنظر إلى الأسعار العالية للسوق الأمريكية الواسعة، تقوم حجة التفاؤل على أن يسجل الاقتصاد انتعاشاً قوياً، وليس النمو المتوسط، من أجل تبرير السوق عند مستوياتها الحالية.

وفي الأسبوع الماضي نشر جيمس مونتير، من جي إم أو، ورقة استنتج فيها أن مؤشر ستاندار آند بورز “فوق قيمته الحقيقية بكثير” استناداً إلى سلسلة من النماذج. ويقول: “بعض الناس يطلقون علينا صفة المتشائمين حول الأسعار، لكننا نجادل بأننا واقعيون حول الأسعار”.

الواقع أن هذا فعلاً تنبؤ يثير القشعريرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.