صحيفة الكترونية اردنية شاملة

كيف نواجه الحلول المشبوهة؟

0

المبادرة الاميركية التي اثارت الفزع فينا، حتى لو غيرت اطارها وعناوينها ، لن تمر ولن تتحقق لأن مضمونها واضح ومرفوض . فلا احد في السلطة الفلسطينية او في اي موقع لا يملك الجرأة ولا القدرة ولا الشرعية للاعتراف بيهودية الدولة او الغاء او انكار حق العودة ، او العبث بقضية القدس.
الاسرائيليون وضعوا كل العصي في عجلات المفاوضات ، ووضعوا كل الالغام والمصاعب والعراقيل من اجل اجبار الفريق الفلسطيني على وقف المفاوضات ، وأن يكون هو الباديء في رفض المبادرة الاميركية التي حملت عنوان ” اطار العمل” او ما يتبعها لابقاء السلطة الفلسطينية تحت مطرقة الضغط الاميركي والسندان الاسرائيلي .
لذلك تمسكت اسرائيل بشرط الاعتراف الفلسطيني بيهودية دولة اسرائيل لتحويل اسرائيل الى ” وطن قومي لليهود ” أي وطن كل اليهود في العالم ،بحيث يصبح لكل يهودي اكثر من وطن واكثر من جنسية ، في حين ترفض اسرائيل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة والبقاء ، والهدف من المناورات الاسرائيلية اعطاء حكم ذاتي للفلسطينيين تحت عنوان الدولة الفلسطينية .
هذه الحلول لن تمر ولن تتحقق على ارض الواقع ، رغم الحصار الاسرائيلي والضغط الاميركي . صحيح ان اسرائيل تريد كسب المزيد من الوقت لتنفيذ ما امكن من مشروع الاستيطان والتهويد ، ولكن القبول بالحل المطروح كارثة أكبر ، لأن المجتمع الاسرائيلي بكامله انحرف الى اليمين العنصري المتطرف ، الذي ينادي بتنفيذ خطة الترانسفير الداخلي عبر اقتراحات تبادل الاراضي والسكان ، فهم يريدون تنفيذ مخطط قديم جديد لترحيل الفلسطينيين العرب من المثلث ، ضمن مشروع التهويد مقابل ضم التجمعات الاستيطانية الواسعة والكبيرة التي اقيمت في الضفة الغربية المحتلة.
ومشروع تبادل الاراضي والسكان يشمل القدس العربية المحتلة التي تم تطويقها بالمستوطنات من كل الجهات . ونحن على يقين بأن قضية القدس أكبر من قدرة السلطة الفلسطينية على اتخاذ اي قرار بشأنها سوى الرفض الكامل للمشروع الاميركي الاسرائيلي. لذلك نقول ان العجلة في اثارة المخاوف سابق لأوانه ، فالنتائج لا تأتي الا عن فعل ، وهذا الفعل لن يتم في اي وقت بصيغته التي تسربت ملامحها ، او بعضها ، عن طريق وسائل الاعلام الاسرائيلية .
ولكن من الواجب أخذ الحيطة والحذر والاستعداد المسبق لمواجهة المخطط الخطير، ليس باحداث تصدعات في الجبهة الداخلية ، او باحداث البلبلة او باطلاق تصريحات تهدد النسيج المجتمعي الواحد ، بل بدعوة الشعب الفلسطيني الى الصمود في دياره وارضه التي دفع مهرها من دمه ، اضافة الى العمل على تحصين الجبهة الداخلية ، واعادة احياء التنسيق مع الدول المضيفة للاجيئين والتي تخشى النوايا الاسرائيلية الخبيثة الساعية الى احياء مشروع وفي مقدمتها سوريا ولبنان .
بهذا الفعل نستطيع مواجهة كل المخططات الاسرائيلية الداعية الى تحقيق الحلول المستحيلة لقضية الصراع العربي الاسرائيلي على حساب الفلسطينيين والعرب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.