صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ما وراء استقالة حكومة الببلاوي !!

0

في لبنان ، وفي خطوة توافقية مفاجئة، تم تشكيل حكومة تسيير اعمال الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية . كذلك في مصر فقد تم تكليف وزير الاسكان ابراهيم محلب تشكيل حكومة تسيير اعمال الى حين انتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس المؤقت عدلي منصور بخطوة مفاجئة ايضا . ولكن المفاجأة كانت من رئيس الحكومة الببلاوي الذي اعلن قبل ايام قليلة ان اجراء تعديل على حكومته ما زال مبكرا ، ولكنه فاجأ الشارع ، كما الوسط السياسي في مصر ، بتقديم استقالة حكومته دون مقدمات .

في الشارع اللبناني اثار تشكيل حكومة توافقية جديدة ارتياحا لدى الجميع باعتبار ان التوافق الحكومي سيقود الى توافق في الشارع السياسي المتوتر، وبالتالي سيدخل لبنان في حالة من الهدنة يحتاجها الجميع رغم المنغصات التي تحدثها التفجيرات الناتجة عن عمليات ارهابية. اما في مصر فقد اثارت استقالة حكمة الببلاوي الارتياح ايضا لأن الشارع المصري اجمع على ان الحكومة بطيئة مترددة في اتخاذ القرارات في مرحلة صعبة على كافة الصعد السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية .

والذي تابع ساعات ما بعد الاعلان عن استقالة الحكومة المصرية لاحظ ان هناك بعض الاختلاف في الاراء والتباين في وجهات النظر والتحليلات والاجتهادات حول الاسباب التي اجبرت الببلاوي على الاستقالة في حين كانت حكومته تتأهب للاشراف على الانتخابات الرئاسية بعد تعديل طفيف يسمح لوزير الدفاع المشير السيسي بخوض الانتخابات اذا رغب . فهناك من يقول ان الاستقالة هي بديل للتعديل وان هناك احتمال ان تتشكل الحكومة الجديدة بوزير دفاع جديد ، وان المشير السيسي سيعلن عن ترشحه فور تشكيل الحكومة الجديدة والاعلان عن قانون الانتخابات الجديد.

بالمقابل هناك من يعتقد من السياسيين والكتاب والمتابعين في مصر بأن الاستقالة كانت بسبب تعثر اعمال الحكومة وعجزها عن مواجهة التطورات الامنية والتردد في التعامل مع الازمة الاقتصادية اضافة الى فشلها في احتواء الاضطرابات والاضرابات الفئوية والعمالية التي شلت اعمال العديد من المؤسسات الانتاجية والخدمية في مصر. وهذا الفريق يردد او يعتقد بأن الاستقالة قبلت بموافقة سابقة لاعلانها ، لأن هناك من سرب الى وسائل الاعلام ان الرئيس الببلاوي قدم استقالته اكثر من مرة.

والارتياح العام في الشارع المصري لرحيل الحكومة السابقة يظهر ان المواطنين يريدون حكومة قوية قادرة على تنفيذ بنود خارطة الطريق،و حاسمة حازمة في قراراتها على الصعيدين الامني والاقتصادي معا بسبب حالة عدم الاستقرار التي سادت بعد ثورة 30 حزيران / يونيو ولجوء المعارضة الى استخدام العنف في التعبير عن موقفها ، وكل ذلك ادى الى بعض الخسائر الاقتصادية بسبب البطء في عجلة الانتاج .

على كل حال فالايام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في عملية اعادة صياغة المستقبل في مصر ، التي تحاول استعادة دورها القائد في كل المحافل العربية والاقليمية والدولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.