صحيفة الكترونية اردنية شاملة

القدس … ما العمل؟!

0

محمد كعوش

السلام عليك ايتها المدينة الخارجة من رحم المجد ، الطافحة بعبق التاريخ المقدس ، يا بيت المقدس وزهرة المدائن ، المزين فجرها بلون البرتقال ، الموشح غروبها بلون الذهب ، المتوجة باكليل العذاب ، الماشية على درب الجلجلة .

القدس الاسيرة اصبحت حبيسة اسوار من المستعمرات ، ضمن عملية استيطان يمثل مرحلة متقدمة في مشروع التهويد، رغم عدم اعتراف الشرعية الدولية بقرارالضم الاسرائيلي للمدينة الصادر في العام 1980 ، والاعتراف الدولي بأن كل الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية هي محتلة من اسرائيل بالقوة .

ومنذ ذلك التاريخ بدأت قوات الاحتلال بفتح ابواب القدس امام قطعان المستوطنين ، وجرت عمليات اعتداء متواصلة على المسجد الاقصى وقبة الصخرة ، وكل الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في المدينة . ومنذ ذلك التاريخ بدأت ادارة الاحتلال بتنفيذ مشروع التهويد في القدس عبر الاستيلاء على المنازل بالقوة وتهجير اهل القدس واجبارهم على الرحيل وهدم منازلهم ، واقامة بؤر استيطانية في المدينة المحتلة .

واليوم تطلق اسرائيل مشروعها الجديد باطلاق الدعوة لانهاء اشراف الحكومة الاردنية ورعايتها وحمايتها للاماكن المقدسة في القدس الشريف ، وهي محاولة اولية قد تكون لجس النبض ورصد ردود الفعل قبل تنفيذ هذا الاجراء المشبوه، رغم معاهدة وادي عربة التي ينص احد بنودها على اعطاء الحكومة الاردنية حق الاولوية في الاشراف على المقدسات وادارتها .

ومن اجل عدم اعطاء الفرصة للتلاعب بهذه القضية او الالتفاف حولها تم توقيع الاتفاق التاريخي بين الملك عبالله الثاني والرئيس الفلسطيني في عمان بتاريخ 31 من آذار في العام الماضي ، وهو الاتفاق الذي أكد وصاية الملك عبدالله الثاني على المقدسات الاسلامية والمسيحية والممتلكات الوقفية وحمايتها للحفاظ على هوية القدس ومواجهة مخطط التهويد الذي تنفذه اسرائيل في المدينة المقدسة ، وبعدما تواصلت الاعتداءات على الحرم القدسي الشريف .

القيادة اليمينية في اسرائيل تسعى الى كسب مزيد من الوقت كي تتوغل في مشروع تهويد المدينة ، لذلك تريد تمديد فترة التفاوض التي تراوح مكانها بعد انتهاء التسعة اشهر المتفق حولها برعاية اميركية. كما انها تشترط للتوصل الى حل مع المفاوض الفلسطيني شطب حق عودة اللاجئين ، وهما قضيتان تمسان المصالح الاردنية العليا ، واعني هنا مسألة القدس وحق العودة .

لذلك يجب تحسين وتفعيل الدبلوماسية الاردنية ، وتحصين الجبهة الداخلية ، من اجل مواجهة المخطط الاسرائيلي ، وهذا يتطلب ايضا حراكا شعبيا في فلسطين والاردن ، وبدعم سياسي عربي ، يساعدنا على احباط وافشال المشروع الصهيوني ، كما المطلوب من الشعب الفلسطيني في الداخل ان يجعل الاحتلال اكثر كلفة ، وان يتم التركيز على قضية الاحتلال الذي هو اساس المشكلة وقاعدة الحل .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.