صحيفة الكترونية اردنية شاملة

حكومة لبنانية بعملية قيصرية !!

0

هل رد اللبنانيون الطريق الى سياقه السياسي ومساره الصحيح ، او هل خرج لبنان من عنق الزجاجة ، في مرحلة غرقت جارته الشام بالدم ، وبعد انتقال النارالى ساحته بالعدوى؟
اسئلة عديدة وكثيرة مطروحة الان في الساحة اللبنانية وفي الشارع العربي ، بعد بلوغ الازمة اللبنانية ذروتها، حيث تكهن البعض ، او خشي ، دخول لبنان الفراغ السياسي مع اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، وهي الهواجس التي يعتقد البعض انها تلاشت مع التوصل الى شكل من التوافق على تشكيل الحكومة الجديدة التي اعلنها الرئيس تمام سلام في توليفتها الجامعة، وبمشاركة كافة الاطراف المعنية والمهمة في فريقي المواجهة ، واعني 8 آذار و 14 آذار، بعد 11 شهرا من التشاور وهي اطول مدة تستغرقها عملية تشكيل الحكومة في تاريخ لبنان.
هذا هو لبنان ، فعندما يغوص هذا البلد العربي الجريح في زحام الموت المجاني يضطر جنرالات الطوائف الى التوافق بالتقاسم وتحت شعار ” لاغالب ولا مغلوب ” ، لأنهم يعرفون ان لبنان اصغر من ان يقسم ، وأكبر من تحكمه طائفة او حزب واحد ، دون مشاركة كافة الفرقاء من كل الطوائف الدينية والاطياف السياسية ، وهي الصيغة التوافقية التي توصل اليها قادة الحركة السياسية ، والتي خلقت حالة من التفاهم منذ لحظة الاستقلال عبر الميثاق الوطني اللبناني المعمول منذ العام 1943.
والثابت ان التوصل الى الحل السلمي عبر تشكيل واعلان حكومة سلام تم في الساعات الاخيرة ، حيث شارك رئيس مجلس النواب نبيه بري ووليد جنبلاط في نزع فتيل الانفجار في اللحظة الاخيرة ، حيث اشترط حزب الله وحلفاؤه على الرئيس سلام ارضاء الجنرال عون الذي شكل عقبة في طريق التشكيل ، اضافة الى اعتراض 8 آذار على اسناد حقيبة الداخلية الى اشرف ريفي او اي اسم يستفز هذا التحالف . وقد بذل بري وجنبلاط مساعيهما لحل هذه المسألة الاخيرة بعدما تم حل ” عقدة الجنرال”. وقد استجاب سعد الحريري الى جهود الوسيطين ووافق على تبديل حقيبة الداخلية من اشرف ريفي الى الوزير نهاد المشنوق وهو الصحفي الذي عمل طويلا في جريدة النهار كما شغل منصب المستشار الاعلامي لرفيق الحريري عندما كان رئيسا للحكومة . وهذا يعني ان قضية الامن في لبنان اصبحت في ملعب 14آذار، خصوصا مع انتشار ظاهرة التفجير ات والاغتيالات في لبنان ، حيث القت الحرب الاهلية السورية بظلالها على الساحة اللبنانية ، بسبب انخراط اطراف عديدة ومن كل الاتجاهات والتيارات في هذه الحرب .
والمطلوب الان من حكومة الرئيس سلام الابن ، التي ولدت بعملية قيصرية ، وبعد 11 شهرا من المشاورات والمناورات ، ان تعبر الثلاثة شهور العجاف المقبلة بسلام، حيث سيتم انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية اللبنانية في 25 من ايار المقبل ، وبعدها ستتحول الحكومة حتما الى حكومة تصريف اعمال ، لأن الرئيس الجديد سيكلف من يشكل حكومة العهد الجديد ، وقد يكون تمام سلام او غيره .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.