صحيفة الكترونية اردنية شاملة

بين الولاء والنفاق

0

خاص بصحيفة المقر

في سياق التزاحم المكثف للاحلام والطموحات وتحقيق المفآجأت الوردية او الانتكاسات الدونية ابرز الاردنيون خصوصيتهم وتميزهم عندما رفعوا شعار “إصلاح النظام” ولم ينجرفوا نحو التقليد او الاستنساخ الذي ملأ الفضاء.

اللافت للنظر أن منظومة الشد العكسي في الاردن المتحكمة في مفاصل الدولة بعمق وتجذر رفضت الإعتراف بقواعد المرحلة الجديدة وعملت على اجهاض التجربة في منابتها بالتوازي مع داخل الوطن.

في الحالة الاردنية تجلت مهارات التزلف والنفاق والدجل السياسي وتحت عنوان الأمن والاستقرار والولاء والانتماء قطعوا مسار الإصلاح واسأوا تقدير الموقف وحسبوا انهم قادرون على البقاء في مكامن النفوذ والسلطة حيث الفساد والمصالح الخاصة.

هؤلاء حملة المباخر وشعراء الطرب السياسي وليس غيرهم سبب البلاء وهم معروفون بسيماهم وفي لحن القول انهم في كل واد يهيمون ويقولون ما لا يفعلون وعلى كل ضامر يركبون وبكل دف يرقصون وظهر الوزارات يمتطون هم وأبناؤهم وارثون وبقية الشعب محرومون ومسحوقون.

في الاردن تزداد الحالة ترديا والازمة تعقيداً والحالة كذلك فإننا بحاجة الى تغيير في النهج قبل ان يتحقق فينا قول الحق – سبحانه- “وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم”.

لسنا بحاجة إلى تجربة الفشل من جديد وليس لدينا متسع من الرخاء او النجاح ليحمل عبئاً إضافياً من اوزار الفساد وبصراحة اوضح فنحن بحاجة إلى نظرية وطنية ومنهج إصلاحي يتجاوز العبارات المنافقة والجمل المتزلفة .

من يعني من عقدة النقص يسعى التعويض من فائض التزلف والنفاق والدجل ومن كان واثقا فيسعى إلى المضمون والإنجاز والملك ليس بحاجة إلى امثال هؤلاء وانما بحاجة الى ناصحين وصادقين ومخاصين.

الإصلاح والولاء والانتماء ليس فلكلورا سياسياً نحتفل فيه بمناسبات شخصية او صناعة تماثيلهم او تعليق صورهم مهما كانت مواقعهم.

من تلك الفئة من منهم اظهر صدق حبه للوطن وانتمائه له ؟ من منهم قاتل دفاعا عن مصالح الدولة العليا؟ من منهم ابن شهيد؟ او أبا لشهيد؟ من منهم استثمر امواله وارصدته في الاردن ولم يخزنها في الخارج؟ من منهم تبرع من فائض ماله لخفض العجز المالي؟ . انكشفت اللعبة وما عاد السحر ينطلي على أحد واصحاب القرار امام مسئولياتهم التاريخية في المتاجرة بهؤلاء الفاسدين او الاسراع بانقاذ الوطن قبل ان ينقلب السحر على الساحر؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.