عن جدّ ذبحتونا
من الأمثال الخاطئة والشائعة جداً:”مال الدنيا ظال فيها”..والصحيح أن “مال الحكومة ظال فيها”، لأنك تستطيع أن تأخذ من مال الدنيا ما تأكله وتشربه وتلبسه ، أما الحكومة “فستبقى زقوقح وعلى لحم بطنك طوال مدّة بقائك كمواطن”..
بعد اقل من أسبوع من تخفيض سعر البترول ما مقداره 20 قرشاَ زادوا نفس قيمة التخفيض على الدخان..يعني اللي ما عنده سيارة وبيدخن دفع 20 قرش للي عنده سيارة وما بيدخن،اما اللي عندي سيارة وبيدخّن..فقد وفّر 20 قرشاً بجيبه اليمين ودفعها من جيبه الشمال) المحصلة ان الحكومة تلعب فينا متى تشاء وانّى تشاء ونحن فقط نطأطىء الرأس وندفع..
خلال اسبوع رفع الدخان وأسعار المشروبات الروحية و رفعت الجامعة الأردنية التي تربح سنوياً (12 مليون دينار) رسوم الساعات المعتمدة لبرنامج الموازي العادي والموازي الدولي وبرنامج الدراسات العليا ورسوم الخدمات القنصلية في كل السفارات والملحقيات وهي تعرف ان التعليم ليس ترفاً وليس رفاهية وانما حق للمواطن على الدولة..ماذا تبقى ؟؟ بل ماذا بقي لنا لنحيا..ونحن ندفع أغلى مواصلات وأغلى بترول وأغلى صحة وأغلى تعليم وأغلى كهرباء..ماذا تريدون منّا بعد كل ذلك!..لماذا تصرّون أن “تلزّونا” على حيط التمرّد ونحن نهرب الى درج الصبر!!..
الغريب بأن هذا الشعب “المؤدّب” لم يعد يحرّك ساكناً، لا بوقفة صامتة ولا باعتصام ولا باحتجاج ولا بشيء..الاعتصام الوحيد الذي لفت انتباهي ..اعتصام السكارى الذين وقفوا أمام مجلس النواب الأسبوع الماضي محتجين على رفع أسعار “المشروب”، الشيء الذي جعلني أؤمن..ان “السوكرجي” هو الصاحي الوحيد بهالبلد.
احمد حسن الزعبي