صحيفة الكترونية اردنية شاملة

معكم حتى إشعار آخر

0

ثبت لي بالوجه الشرعي، أن جلّ المعارضين والوطنيين والقومجية و أصحاب المبادىء والثوابت..لا يمارسون معارضتهم ووطنيتهم وقومجيتهم وثوابتهم إلا لوجود شاغر في هذه الخانات فقط..ومجرّد أن يحدث شاغر جديد في صف الموالاة و”الأنا أولا” والمصلحة الشخصية العليا ، حتى ينتقلوا إليها دون إن يرفّ لهم جفن ، أو ينتصب لهم ذيل ” نضالي”..ولسان حالهم يقول ..أنا مع الجماهير حتى تتوفّر لي فرصة عمل مع “النظام”…
كانت لا تمر مناسبة ، مثل ذكرى يوم الأرض ، أو النكبة، أو النكسة ،أو مذبحة دير ياسين، أو مجزرة صبرا وشاتيلا، إلا ووقف تحت الشمس الحارقة تاركاً “صلعته” تقارع اللهيب وتنزف عرقاً مراوغاً أمام الجماهير ، ثم يقترب ويقترب من المنصّة ليلقي خطبته التاريخية مؤكّداً على عروبة الأرض، والإصرار على استرداد الحق، و المجد والخلود للشهداء…كما لم يترك مسيرة أو اعتصاماً أو وقفة احتجاجية إلا وشارك بها دعماً للحراك وللإصلاح، أو تنديداً بمجازر المحتل الوحشية، أو احتجاجاً على تعذيب الأسرى والمعتقلين ، أو تنديداً بحفريات المسجد الأقصى ..كما لم يدع مهرجاناً خطابياً أو ذكرى وفاة رمز من رموز النضال الفلسطيني والعربي إلا وشارك بها متحدّثاً أو منظّماً أو مكرّماً…مبدأه الذي لا يتغير: ضد التجنيس ، وضد التوطين حفاظاً على الهويتين،كما لا يقرأ صاحبنا إلا لمحمود درويش ولا يستمع الا لمرسيل خليفة…اصدر بياناً يدعو فيه مقاطعة سلسلة مقاهي ستار بوكس..وآخر يدين فيه وزارة الزراعة استيراد المانجا الاسرائيلية، ثم طالب في ثالث بوقفة شعبية حازمة في وجه الجزر الإسرائيلي، ودعا في رابع كافة قوى المجتمع المحلي للتصدي “للبطاطا” المتصهينة..حتى غدا أبرز وجوه مقاومة “التطبيع” مع العدو الإسرائيلي وأفضل مُنظّر يمكن أن تستضيفه الفضائيات ويشغل لها ساعة كاملة من التفتفه وصرف “وطنيات” على أرضٍ محتلة وشعب مشرّد…
وعندما يلوّح له في كرسي احتياطي في إحدى الحكومات ، يخلع ثوب المعارضة ويرتدي بدلة الموالاة..فيصبح الحراك “تطاول وولدنة”..وتصبح عروبة الأرض: “البحث عن تسوية سلمية”..واسترداد الحق : لا بد أن يمر عبر “طاولة مفاوضات”..والاعتداء على الأقصى : يجب أن تحكمه معاهدة السلام ..والمانجا والبطاطا والجزر التي “ًصرعنا فيها” مجرد تبادل تجاري بين بلدين لا اكثر …مع التجنيس ليمارسوا حياتهم المدنية….كما لم يعد يقرأ سوى: “برجك اليوم”..ولم يعد يستمع الا لعمر العبد اللات….
وعندما سئل عن خطة كيري..قال: أنا كنت وما زالت وسأبقى ما حييت ضد التطبيع..
لكنّي حتماً مع التوطين…
احمد حسن الزعبي
[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.