صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ارتفاع اعمار الاردنيين خلال العقدين الاخيرين

0

أظهرت دراسة عالمية عن صحة وأعمار الشعوب العربية في عقدين “1990 – 2010 ارتفاع معدل عمر الرجال الأردنيين الى 75.7 سنة بزيادة بلغت نسبتها 7.68%، كما أظهرت ارتفاع معدل عمر النساء الأردنيات الى 75.1 سنة وبنسبة زيادة بلغت 7.68%.
وقالت الدراسة ان دول في العالم العربي مثل السعودية، وموريتانيا، واليمن حققت تقدما كبيرا على المستوى الصحي في العقدين الاخيرين. بما في ذلك زيادة في متوسط العمر المتوقع وانخفاض سريع في معدلات وفيات الأطفال.
لكن ما يهدد هذا التقدم زيادة الأمراض المزمنة وعوامل الخطر المرتبطة بالنظام الغذائي، والوفيات الناجمة عن حوادث الطرق.
وأجرى معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن دارسة تحت عنوان ” الحالة الصحية في العالم العربي , تحليل عبء الأمراض والإصابات وعوامل الخطر منذ 1990 حتى 2010.” ونشرت بعض نتائج هذه الدراسة في 20 كانون الثاني في مجلة لانسيت كجزء من سلسلتها المخصصة للصحة في العالم العربي.
وتعتبر هذه الدراسة الاولى من نوعها من حيث اعطاء نظرة مفصلة على التغيرات في عبء المرض وتأثير عوامل الخطر والإصابات بين عامي 1990 و 2010 في البلدان العربية.
وتقوم الدراسة بتفحص اتجاهات التغيرات الصحية في المنطقة وتم تقسيم الدول العربية الى بلدان منخفضة الدخل وبلدان متوسطة الدخل، وبلدان مرتفعة الدخل، مع التحديات الخاصة بكل فئة.
وتحدث الدكتور علي مقداد برفسور الصحة العالمية في معهد القياسات الصحية والتقييم ومدير مبادرات الشرق الأوسط , القائم على هذه الدراسة – قائلا ” كباحث, ارى تقدما لا يصدق يتم احرازه في صحة الانسان العربي ولكن هناك مشكلات تلوح بالافق, كما أن هناك حاجة ماسة إلى الإصلاحات الصحية مع التركيز على الوقاية في هذه البلدان. أملنا في أن ابحاث عبء المرض في العالم العربي ستمكن البلدان العربية من تطوير وتنفيذ برامج صحية للمشاكل التي تواجهها .”
ومن المنتظر ان يقدم الدكتور مقداد بعض نتائج الدراسة في عدة مؤتمرات عن الصحة العربية تعقد في لندن، بيروتودبي في 20 ، 23 ، 29 كانون الثاني.
وأكدت الدراسة على أن تغيرات مهمة حدثت خلال هذين العقدين في المنطقة ككل، حيث ازداد العبء الناجم عن الأمراض غير السارية، بما في ذلك مرض القلب الإقفاري ، والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، وسوءاضطرابات العضلات والعظام, في حين تناقص عدد الوفيات المبكرة و اعاقات معظم حديثي الولادة واضطرابات الامومة وسوء التغذية. ما يعنيأنه كان هناك تحسن كبير في مسببات الموت للناس و لكن ليس فيما يسبب المرض لهم.
وكشفت الدراسة في 2010 أن التهابات الجهاز التنفسي بقيت في المرتبة الأولى من بين 10 أسباب رئيسية لفقدان الصحة. بينما قفز مرض القلب الإقفاري الى المركز الثاني , والإكتئاب من المركز الثامن إلى الخامس, في حين جاء في المركز السابع آلام أسفل الظهر التي لم تكن من بين الأسباب الرئيسية لفقدان الصحة في عام1990.
وتؤكد الدراسة على أن ارتفاع نسبة الأمراض غير المعدية في العالم العربي يعكس تغييرات مماثلة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وكندا.
وبحلول عام 2010، حدث أيضا تحول في عوامل المخاطر الرئيسية لعبء المرض ، بالإضافة إلى المخاطر الغذائية، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السمنة الذين صعدوا في التصنيف العالمي واصبحوا في المراكز الثلاثة الاولى. وأثبتت الدراسة أن الوجبات الغذائية غير الصحية وانخفاض النشاط البدني يعكس التغيرات الاجتماعية في العالم العربي، حيث الغذاء اصبح أكثر وفرة خصوصا في دول الخليج العربي الغنية بالاضافة الى قلة النشاط الرياضي .
كما يشير إلىأثر التدخين على الصحة في العالم العربي كواحد من العوامل الخطرة غير الغذائية. ومن أبرزها السماح للأطفال في كثير من الدول شراء التبغ و تدخين الشيشة ، والتي تعد البداية لتدخين السجائر.
بالإضافة إلى أن التغيرات الاجتماعية كان لها أثر إيجابي في العقدين الماضيين, حيث شهد العالم العربي عدة حروب, و هنا يشير الباحثون إلى الروابط الأسرية القوية والدعم الاجتماعي التي هي جزء من الثقافة العربية و التي كان لها دور في انخفاض نسبة وفيات الأمهات والأطفال منذ عام 1990.
كما وجد الباحثون أن تقسيم المنطقة الى مجموعات حسب الدخل المادي له أثر كبير في الدراسة بحيث تضم المجموعة ذات الدخل المرتفع دول مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر؛ وتشمل مجموعة الدول المتوسطة الدخل لبنان والأردن، وتضم المجموعة ذات الدخل المنخفض اليمن وجيبوتي.
كما وجدوا أن إصابات الطرق هي من اسباب تزايد عبء المرض في جميع فئات الدخل, و ذالك لزيادة استخدام السيارات في العالم العربي. حيث كانت النسبة أعلى في الدول ذات الدخل المرتفع من إصابات الطرق ، وهي ليست السبب الرئيسي فقط للوفاة ولكن أيضا السبب الرئيسي للوفيات المبكرة والاعاقات. وكانت المخاطر الغذائية من عوامل الخطر المؤدية للموت في كل الدول مرتفعة الدخل في المنطقة باستثناء المملكة العربية السعودية، حيث احتل ارتفاع ضغط الدم المرتبة الاعلى.
وكانت أمراض القلب الافقاري والجلطة من الأسباب الرئيسية للوفاة في الدول متوسطة الدخل، مما يعكس التحول على نطاق المنطقة تجاه الأمراض المزمنة. كما كان مرض القلب الإقفاري السبب الرئيسي لفقدان الصحة, شاملا بذالك الجمع بين الوفيات المبكرة وسنوات التعايش مع الإعاقة بين الرجال في هذه الدول في عام 2010. و باستخدام نفس المعايير كان الاضطراب الاكتئابي السبب الاعلى في سوء الحالة الصحية لدى النساء في عام 2010.
هذا وتحدث الدكتور كرستوفر موراي مدير معهد القياسات الصحية والتقييم, قائلا ” إن الدول العربية تمر بمرحلة انتقالية من المرحلة التي كانت فيها الأمراض المعدية هي السبب الرئيسي للقلق إلى مرحلة أمراض القلب، والسرطان، ومرض السكري التي اصبحت المخاوف الرئيسية, كما تعاني الآن دول منخفضة الدخل من العبء المزدوج من الأمراض غير السارية والمعدية والتي تسبب عبئا هائلا على نظامها الصحي. “
وجاءت أمراض التهابات الجهاز التنفسي، وأمراض الإسهال، والملاريا في المراكز الأولى والثانية، والثالثة من أسباب الوفاة في الدول العربية ذات الدخل المنخفض. بالإضافة إلى مضاعفات ما قبل الولادة ، والسل، والجلطة، ومرض القلب الإقفاري والتي هي أيضا من بين الأسباب الرئيسية للوفاة.
شهدت جميع البلدان في العالم العربي تزايدا في متوسط العمر المتوقع على الرغم من من التحديات الصحية التي لوحظت في فئات الدخل المختلفة, كانت اليمن والسودان من بين البلدان التي لديها أكبر عدد من الزيادات لكل من الرجال والنساء, في حين أن الكويت والعراق حققا اقل عدد في الزيادات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.