صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تشكيل العقل الأردني

0

خاص بصحيفة المقر

تذبذب العلاقة الأردنية الإيرانية تثير أسئلة مشروعة وجدلا عميقاً حول ملف العلاقات الخارجية التي لا تخضع لولاية الحكومات الدستورية ولا تعبر عن المصالح العليا للدولة الاردنية وتتنازعها اعتبارات دولية واقليمية متوافقه أحياناً ومتاقضة أحياناً أخرى.

إيران في القاموس الرسمي الاردني كانت صاحبة المشروع الصفوي والهلال الشيعي والقومية الفارسية وعدوا متقدما يشكل خطرا وجوديا على المنطقة وبعد الإتفاق الأميركي الإيراني اختفت تلك المصطلحات وتلاشى الخطر الإيراني واستؤنفت الزيارات الرسمية واعتماد السفراء وبصورة هزلية ابرزت التناقضات وحالة التيه الواضحة في ادارة هذا الملف وكشفت تلك الممارسات عن فقدان الفلسفة السياسية المعبرة عن رؤية المجموعة الوطنية المتحكمة بتوجيه البوصلة باتجاهات مهدفة.

لو قدر لنا أن نصغي لاحلام الاباء والاجداد وتصوراتهم لشكل الدولة الأردنية وطبيعة علاقاتها الخارحية لعجز الخبال الاوسع عن تحمل فكرة اقامة علاقات اردنية مع الحركة الصهيونية المعادية للمصالح الوطنية و المتناقضة مع الهوية القومية والاسلامية للدولة.

هذا الشعور الذي أسس لثقافة الرفض للكيان الصهيوني لم يكن خصوصية اردنية معزولة عن محيطها القومي ولكنه تعبير عن حالة وجدانية ترفض العدوان والظلم والخضوع والاستسلام وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية .

في قمة اللاءات الثلاثة أو مؤتمر القمة الرابع الخاص بجامعة الدولة العربية، التي عقدت في الخرطوم وعلى خلفية هزيمة عام 1967 أو ما عرف بالنكسة خرجت القمة بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاثة: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه.

لم يعد الحق الى اصحابه ووقع المحظور وتراجعت الدول العربية ونقضت اللاءات الثلاثة وحصل الاعتراف والمصالحات والاتفاقيات وسلام الشجعان. وتلاشت لاءات العرب واصبحت محظورا يتنافى مع مصالح الدبلوماسية الحديثة. حتى اصبح حالنا قريبا ممن قيل بحقه.

ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد لكانت لاءوه نعم.

واليوم ونحن نستقبل وزير الخارجية الاميركي “جون كيري” الطامح لجائزة نوبل للسلام على اشلاء مصالحنا يهيء الاجواء ل إذعان جديد عنوانة الاعتراف “بإسرائيل دولة يهودية” .

اذا كان الخيال او ما وراء الخيال قد تحقق وانهيت حالة الصراع من طرف واحد فالمجتمع العبري متطرف يده على الزناد ولم يضع السلاح والتزم العرب بخيار واحد ووحيد اطلقوا عليه الخيار الاستراتيجي وهو السلام وبموجب ذلك سالت احبار وابرمت اتفاقيات …..

واقيمت علاقات ..

وسفارات. .. وتطبيع .

وانقلاب في المفاهيم والمصطلحات واعادة تعريف للثقافة الوطنية وتغييب للوعي والتنكر للحقوق والتاريخ ودماء الشهداء حتى اصبحت المقاومة جريمة والجهاد إرهابا وحفظ الأمن “الإسرائيلي” خطا احمرا ومصلحة وطنية وبقرة مقدسة.انها عملية اعادة تشكيل للعقل العربي اشبة بعملية الفرمتة لجهاز الحاسوب

لم يعد هناك اكبر على النفوس الابية من قبول هذا الهوان او الاستسلام لمقتضياته وسيبقى حلم الاباء حاضرا في نفوسنا وموجها لطموحنا وصانعا لمستقبلنا وطن عربي موحد بدون “اسرائيل” ويخلو من الفساد والاستبداد.

زكي بني ارشيد

21/1/2014

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.