صحيفة الكترونية اردنية شاملة

اميركا ومثلث الرعب

0

خاص بصحيفة المقر

المرحلة التاريخية التي تعيشها الامة بتعبيراتها المختلفة وعناوينها المتعددة تشهد تسارعاً عاصفاً في الاوضاع وتشير الى عمق الصراع المتدثر بمصطلحات منمقة منحوتة بدراية ومصنوعة بعناية, فالحرب ضد الارهاب والحرب ضد التطرف والحرب من اجل السلام وتحقيق الامن والاستقرار ونشر مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان ولكسب العقول والقلوب كلها مصطلحات حفل بها القاموس السياسي المعاصر ولاجل ذلك خاضت اميركا حروبها الحديثة وارتكبت فضائعها في افغانستان والعراق وقبل ذلك وبعده في فلسطين حيث الاستثمار السياسي الرخيص في اللحظة الراهنة لفرض الرؤية الصهيونية على الجانب العربي الرسمي المنشغل بصراع قاس على السلطة مع ارادة الشعوب.

جديد الدبلوماسية الاميركية مع وزير الخارجية “جون كيري” الذي تأبط الملف الفلسطيني لا من اجل احياء المفاوضات او ما يسمى ب ” Peace process ” فقط ولكن من اجل ان يفرض حلاً ليس مهماً ان يكون عادلاً ومن الضروري ان يكون شاملاً هدفه انهاء الصراع مع العدو الصهيوني ويحظى بعد ذلك بجائزة نوبل للسلام, وحتى تتمكن اميركا من انجاز ذلك ها هي تنحاز الى ” مثلث الرعب والارهاب ” ارهاب السيسي والانقلاب وارهاب بشار الاسد ضد الشعب السوري وضد الشعب الفلسطيني المقيم في سوريا ايضاً, وارهاب المالكي الذي يخوض حرب ابادة رهيبة قذرة ضد القوى النضالية الشريف في العراق.

في النتيجة الحرب الباردة التي تخوضها اميركا من خلف الستار وعبر وكلائها في المنطقة استهداف لحالة الوعي التي عبرت عن نفسها بثورات شعبية كسرت قيود الارتهان للسلطة او الاذعان لحكم فردي او اسري يراعي مصالح الاعداء ولا يعبر عن ارادة الشعوب, انها الغارة الجديدة على مستقبل امة قررت ان تمضي في طريق الحرية مهما كان الثمن وإنهم الغزاة الجدد الذين يخوضون حرباً خفية ضد بؤر النهوض والوعي من تركيا الى مصر وتتولى تمويلها والانفاق عليها دول فاشلة تتطاول في البنيان وتملك النفط والمغامرة والمقامرة وتسعى لمحاصرة المقاومة كما فعل “ابو رغال” من قبل .

ما يمكن التوقف عنده ان الثرثرة الغربية الدائمة في الديمقراطية ومطالبة الاسلاميين بضمان استمرار التداول والانتخاب ورعاية حقوق المواطنين ليس الا كذبة كبرى ليس لها اساس من الاعتبار فكل المقصود هو انتاج ديمقراطيات عوراء وعرجاء تفرز انظمة عميلة ومرتهنة والا فلا اعتراف بشرعية الشعوب التي تنتخب وتختار, حدث هذا في الانتخابت الفلسطينية عام 2006 وهم نادمون عليها ولا زال التآمر على نتائجها حتى اللحظة, وحدث ذلك في الجزائر وحدث ايضا في مصر التي عانت من حكم العسكر والاستبداد ولا زالت تعاني من سطوة العسكر وبؤس الانقلاب المدعوم اميركيا وصهيونيا, هذا اولاً

واما ثانياً فان القوى النافذة والمتحكمة تكره التعامل مع التيارات السياسية المعتدلة وتتقن صناعة الارهاب واختراق المنظومة الفكرية والتنظيمية للحركات التي تنطلق من ردود الفعل ولا تؤمن بالعمل السياسي السلمي ليبقى مبرر الاستهداف قائما ومسوغ بقاء الاصبع على الزاد مستمراً.

والملاحظة الثالثة فقد اثبتت الوقائع ان الحركة الاسلامية في المعارضة او في السلطة هي الوفية لمبادئها والامينة على قيم الحرية ورعاية حقوق المواطنين واستمرار الاحتكام لارادة الشعوب.

ولا يخفى عند الحديث عن مقاربات التداول ان حالات التنحي عن السلطة والحكم ليست غربية وهي اسيوية وافريقية وهي مسلمة بغالبها فالرئيس الماليزي “محمد محاضر” اعتزل السلطة وهو في ذروة عطائه, والفريق السوداني “سوار الذهب” سلم السلطة على الرغم من اغراءتها واغواءتها وكان قادرا على ان يستمر محافظا عليها ومتشبثا بها, وهذا “علي العريض ” في تونس يستقيل مع حكومة تملك الاغلبية في انتخابات لم يشكك احد بنزاهتها وبالطبع نيلسون مانديلا هو الانموذج الجنوب افريقي الذي اعتزل ايضا في لحظة الانفراد والتالق.

اذا نحن أولى بالديمقراطية من الغرب واجدر بالتعامل الحضاري والقيمي من اعدائنا وخصومنا واقدر على ادارة الحوار بدلا من الصراع, ومهما فعلت اميركا فلن تستطيع ان تلغي ارادة الشعوب او تصل الى نهاية التارخ ونحن قادمون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.