صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الموقف الاردني من صفقة كيري

0

غادر وزير الخارجية الاميركي جون كيري المنطقة دون ان يعلن عن اتفاق اطار بين الفلسطينيين واسرائيل، وبحسب مصادر اسرائيلية فان كيري يبقى الشخص الوحيد المتفائل بتحقيق تسوية للوضع النهائي قريبا. ورغم شح التفاصيل المتعلقة باقتراحات كيري فانه من الواضح ان الاردن ليس متحمسا لها وقلق من تداعياتها ويظهر ذلك من خلال التصريح الملكي عن اولويات المصلحة الاردنية العليا تجاه مفاوضات السلام. وقد رفض الاردن فكرة التواجد العسكري الاسرائيلي في غور الاردن وعلى طول الحدود المشتركة مع الدولة الفلسطينية العتيدة. كما عبر مسؤولون اردنيون عن خشيتهم من مفاوضات فلسطينية-اسرائيلية سرية ودعا اخرون الى عدم الاكتفاء بالتواجد في غرفة المفاوضات وانما الجلوس الى الطاولة والاصرار على الحفاظ على المصالح الاردنية فيما يتعلق بملفات اللاجئين والقدس والحدود.

المخاوف الاردنية مشروعة في ظل تهديد كيري للفلسطينيين بأنه لن يوجه اصبع الاتهام الى اسرائيل في حال فشلت مهمته، وان الولايات المتحدة قد تقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية. الرئيس عباس يواجه ضغوطا كبيرة من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ولا يعول كثيرا على الدعم العربي في هذه المرحلة الحساسة. والاردن لا يريد ان يكون طرفا في صفقة فلسطينية-اسرائيلية سيئة تتراجع فيها السلطة عن مواقف ثابتة من حيث قضايا الوضع النهائي.

الحديث عن مصالح عليا الآن يضمن حق للاردن حق النقض في حال تمخضت المفاوضات عن تسوية غير عادلة تمس حقوق اللاجئين الفلسطينيين في الاردن والدور الاردني في حماية المقدسات الاسلامية في القدس ولا تلبي متطلبات قيام دولة فلسطينية متصلة الاجزاء وقابلة للحياة على حدود 1967 تتخذ من القدس الشرقية عاصمة لها. ولأن مقترحات كيري، على غموضها، لا يبدو انها تسعى للتوصل الى تسوية عادلة على هذه الاسس فانه يمكن فهم القلق الاردني منها. وبهذا الخصوص يمكن ايضا تفهم طلب الرئيس عباس الحصول على غطاء عربي قبل التوقيع على أي اتفاق.

على الرغم من تصريحات المسؤولين الاردنيين الاخيرة فان المطلوب الآن توضيح الصورة للرأي العام الاردني الذي تساوره شكوك حول الصفقة المقترحة ودور الاردن فيها. لا مجال للاستسلام للشائعات التي تتحدث عن دور اردني مستقبلي في الضفة الغربية وعن كونفيدرالية قادمة وعن توطين وعن تعويضات للاجئين ببلايين الدولارات. على صانع القرار ان يوضح اولويات المصلحة الاردنية العليا تجاه الوساطة الاميركية وما طرح حتى الآن من قبل كيري فلسطينيا واردنيا وعربيا.

الاردن كان داعما للمفاوضات ولعب دورا رئيسيا في استئنافها بعد توقفها، لكنه كان يصر على موقفه الثابت من حل الدولتين على اساس قرارات الأمم المتحدة. والاردن يدعم الموقف الفلسطيني طالما انسجم ذلك مع مصالحه العليا التي ترى في قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 حماية لها. اما اذا ما تغيرت الظروف وفرضت اميركا شروط اسرائيل وحكومتها اليمينية على المفاوض الفلسطيني فان المطلوب يصبح موقفا اردنيا واضح المعالم يدفع عن الاردن تهمة المشاركة في مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.