صحيفة الكترونية اردنية شاملة

حروب داخل الإسلام

0

انتهى عام ٢٠١٣ بوضع الأرضية العقائدية والسياسية والإعلامية لصراع داخل الاسلام يتوقع ان يتفاقم على امتداد اشهر العام الجديد ٢٠١٤ ، أطراف هذا الصراع على مستوى الدول هي ايران وحلفاؤها في العراق وسوريا ولبنان واليمن من جهة ، والسعودية ومصر وقطر وحلفاء كل منهما من جهة اخرى ، صراع عام عنوانه المواجهة السياسية والعسكرية بين السنة والشيعة .
واذا كانت جبهة ايران ( الشيعية ) وحلفائها متماسكة مذهبيا وسياسياً وعسكريا فان جبهة السعودية ( السنية ) وحلفائها تشهد انقسامات وحروب ومواجهات داخل السنة بما يجعل حروب الداخل الإسلامي شديدة التعقيد صعبة الفرز ، متضاربة في أهدافها وتحالفاتها الى حد المواجهة والاشتباك . وتعتبر الحالة التركية جزءا من الجبهة السنية وجزء من مواجهات وحروب الداخل الإسلامي لكن لا يمكن وضعها في اطار الجبهة السعودية ، إنما هي مسار ثالث في هذا الصراع .
معالم هذه الحروب ووقائعها وشواهدها لا تحتاج للبحث والتنقيب فهي حروب يتم إشهارها في العلن وعلى الارض .
إعلامياً وسياسيا – ما كان محظوراً قبل سنوات من استخدام أهل السياسة والإعلام لمصطلحات التقسيم المذهبي بين سنة وشيعة أصبح اليوم متداولا في العمل السياسي وصناعة الأخبار ووصف ما يجري في ميادين القتال بسوريا والعراق ولبنان واليمن . هذا عن الصراع داخل الاسلام بين سنة وشيعة . اما عن الصراع داخل الاسلام السني فاصطلاحات المواجهة السياسية والأمنية والإعلامية تملأ الأثير في الحرب الدائرة ضد الاخوان المسلمين في مصر بمساندة سعودية وأماراتية وبدعم من السلفيين على الارض ممثلا بتحالف حزب النور السلفي مع النظام المصري ، فيما تدعم تركيا وقطر الاخوان في مصر وفي سوريا وهو ما قد يفسر انشقاق السلفيين الأتراك بقيادة فتح الله غولن عن التحالف مع أردو غان وفتح معركة سياسية ضده .
ومواجهات وحروب الداخل السني على ما نرى من معارك في حلب وادلب بين الجبهة الاسلامية وثوار سوريا من جهة وبين تنظيم العراق والشام القاعدي ، كذلك معارك الرمادي والفلوجة بين العشائر العراقية وتنظيم القاعدة ، لا تقتصر على ذلك انما هناك تنافس خفي بين السعوديين وبين القطريين في سوريا ، فالائتلاف الوطني الذي يرأسه احمد الجربا مدعوم من الرياض فيما عملت الدوحة على تشكيل الجبهة الاسلامية على الارض .
وسط هذه الصراعات والحروب المتشابكة والمعقدة تجلس المنطقة على مرجل يغلي تذكي نيرانه تدخلات خارجية تمتد من أنقرة الى طهران ومن تل أبيب الى واشنطن ، تدخلات مدفوعة بأطماع وكراهية وانتقام ، وفيما يلتقي اطراف هذا الصراع على ان نتائج حروب الداخل الإسلامي ستقود المنطقة الي سايكس بيكو آخر يعيد تشكيل الخرائط بل الهويات لمصلحة أعداء العرب والإسلام ويتحدثون عن اخطاره ومحاذيره على مستقبل شعوبها ، الا ان الأصوات المنادية بتفاديه لا تلقى من يصغي اليها وكأن الأقدار تدفع مصائر هذه الأمة ،وهي بكامل وعيها، الى موائد الأعداء واللئام وصيادي الفرص من الطامعين والحاقدين .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.